ما زال الممرضون في جهة فاس «متمسكين» بسياسة شد الحبل بينهم وبين الإدارة للمطالبة بتطبيق مقتضيات الظهير الملكي والمرسوم الوزاري لسنة 1960، الذي ينظم مهنتهم، في انتظار إخراج القانون الأساسي. ويرفض عدد من الممرضين القيام بعمليات يعتبرون أنها ليست من اختصاصهم، ما يؤدي إلى «توتر دائم» بينهم وبين الإدارة. وقال أنس البقالي، الممرض في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، في رسالة رد فيها على استفسارات مدير مستشفى الأم والطفل في المستشفى، إنه رفض القيام بتخدير مريضة، لأن التخدير عمل طبي لا يجب أن يقوم به إلا طبيب متمرس في التخدير والإنعاش، وأضاف أن مهمته في التخدير والإنعاش تتمثل فقط في مساعدة الطبيب المختص وفي إعداد الأدوات والعقاقير بوصفة طبية رسمية. وأشار، في الرسالة ذاتها، إلى أنه رفض طلب الطبيب الرئيس لقسم الإنعاش في مستشفى الأم والطفل يقضي بتخدير مريضة دون حضور طبيب مختص في التخدير والإنعاش، لِما ينطوي عليه ذلك من مخاطرَ على حياة المريضة المخدَّرة. وأورد أنه ليس من حقه حتى أن يقيس الضغط الدموي لأي مريض، كيفما كان. وتحدث هذا الممرض عن أن قياس الضغط الدموي للمريض تحت التخدير يعد عملا طبيا صرفا لا يمكن للمرض أن يمارسه، في أي حال من الأحوال. وكان ما يقرب من 5000 ممرض، من مختلف مناطق المغرب، قد نظموا، يوم 12 ماي الجاري، مسيرة في الرباط، أطلقوا عليها «مسيرة الوزرة البيضاء»، للمطالبة بإخراج قانون أساسي ينظم مهنتهم. وقد تصادفت هذه المسيرة مع احتفال الممرضين المغاربة باليوم العالمي للمرض. وقبل هذه المسيرة، خاض هؤلاء الممرضون وقفات احتجاجية أمام المندوبيات الجهوية لوزارة الصحة في بداية شهر أبريل الماضي، وقالوا إنهم يدعون إلى إصدار قانون منظم لمهنة التمريض وإلى إنشاء هيأة مغربية للممرضين، شبيهة بهيأة الأطباء، لتشرف على تدبير كل ما يتعلق بأخلاقيات ممارسة مهنة التمريض وإبعاد أي تدخل خارجي في شؤونهم. ويبلغ عدد الممرضين في مختلف المستشفيات العمومية في المغرب حوالي 20 ألف ممرض، جلهم من خريجي معاهد تكوين الممرضين، والتي تُفتَح في وجه الحاصلين على الباكلوريا بمعدل مرتفع، بعد أن يتم انتقاؤهم، يجتاز هؤلاء امتحان ولوج هذه المعاهد العمومية ويمضون ثلاث سنوات من التكوين، يحصلون، في نهايتها، على دبلوم دولة ويتم توظفيهم في السلم ال9. ويطالب الجيل الجديد من الممرضين بإعادة النظر في الشهادة التي تُمنَح لهم وبالعمل بنظام الإجازة والماستر والدكتوراه في هذه المعاهد، مع مراجعة طرق التدريس فيها وبتوظيفهم بعد تخرجهم في السلم ال10، أسوة بخريجي الجامعات المجازين في إطار النظام الجديد. ويتحدث الممرضون عن أنهم عرضة لعدد من الأخطار أثناء مزاولة مهنتهم، لكنهم، في المقابل، لا يستفيدون إلا من تعويضات مادية، يصفونها بالهزيلة مقارنة مع زملائهم الأطباء، ومع الأنظمة الجاري بها العمل في الدول الأوربية والتي تمنح لالممرضين تعويضات «محترمة» عن أخطار ممارسة المهنة. ورغم أن المستشفيات العمومية تعاني من نقص حاد في الأطقم الطبية، وضمنهم الممرضون، فإن هؤلاء الشباب يتحدثون عن «عطالة» يتعرضون لها. وقال تقرير استعرض ملفهم المطلبي إن وزارة الصحي مطالَبة بالعمل كذلك على توفير المناصب المالية الكافية لفوجي 2011 و2012.