توضيح: بلخير هو الشخص الذي ظهر على شريط موقع «يوتوب» وهو يتعرض لعشرات الضربات على يد رجال الأمن، واسمه الكامل بلخير الوسعي. اتصلت به «المساء» يوم أمس على الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، كان لايزال مع أفراد أسرته بمنزله بسيدي إفني.. «كيف حالك؟»، يجيب بكلمات دارجة بنكهة أمازيغية: «الحمد لله آولدي».. الصوت يخرج عاديا من سماعة الهاتف، ولم يبد الرجل أي تهرب من الحديث الصحفي. كان يجب التأكد: «هل أنت فعلا الشخص الذي تعرض إلى كل تلك الضربات على موقع يوتوب»، الجواب بدون تردد: «آييه»، قال هذه الكلمة واستطرد في اللحظة الموالية: «في ذلك اليوم كنت وحدي بالبيت لأن أفراد عائلتي ذهبوا لحضور عرس أحد أفراد العائلة، سيطرق باب بيتي ما يقارب 15 فردا من رجال الأمن، سيخاطبني أحدهم قائلا: شي قرعة ديال الما تكون باردة.. وأنا أجبته بكل صراحة: ليس عندي ماء بارد، عندي غير الما ديال الروبيني. لينطلق السب الأمني، حسب بلخير، ينعل ز.. ديال بوك. نتوما الباعمرانيين.. ولد لحرام.. .معاندكومش حتى ثلاجة ياولاد...»، هنا سيوضح بلخير: لقد كانت الثلاجة في ذلك اليوم متوقفة عن الاشتغال.. وحتى إن كان لدي ماء بارد لم أكن لأمنحه لهم»، «لماذ؟»، يجيب بلخير: «لأنهم ليسوا هم من يدفعون لي فاتورة الكهرباء.. ولأني لا أريد أن أعطيهم ماء». يعود بلخير إلى بيته وينصرف رجال الأمن إلى حال سبيلهم، بعد ذلك سيحضر صديق بلخير، الذي ظهر في الفيديو أيضا، وسيطلب منه الخروج لبعض الوقت. يتجه الإثنان صوب إحدى الفرق الأمنية ويسألان رجالها: «هل بوسعنا التجول في المدينة الآن؟»، يتلقى الإثنان الرد الإيجابي: «قالو لينا خرجو..»، يغادران معا من أمام بيت بلخير بحي بولعلام في اتجاه حي «بوجرا».. يمران على بعض رجال الأمن «دون مشكل»، قبل أن يصلا إلى مكان الكتيبة التي يتواجد بها رجل الأمن الذي طلب قارورة الماء البارد من بلخير «كان فيهم هداك.. وقال ليهم هذا هو اللي ما بغاش يعطينا القرعة ديال الما.. وجاو لينا كاملين». بلخير الوسعي، من أبناء مدينة سيدي إفني، يبلغ من العمر 38 سنة، متزوج وله طفل عمره ست سنوات، «حاصل على الشهادة القديمة»، «هل تشتغل مع أعضاء السكرتارية أو الجمعيات المحلية؟»، سؤال بوليسي قليلا، «أنا آولدي ما كنعراف لا سكرتارية ولا جمعيات.. أنا كنقلب غير على طرف ديال الخبز»، ويضيف موضحا في تصريحاته ل«المساء»: «أنا أشتغل في كل شيء، حيث أشتغل أحيانا صباغا، وأحيانا نجارا وأحيانا بائع خضر.. سبع صنايع».. وماذا بعد؟ سيبدأ مسلسل الضرب الذي شاهده الآلاف على الأنترنيت ونقلته عشرات المواقع والمنتديات والمدونات على الشبكة، وكانت آخر جملة سمعها بلخير قبل «المجزرة» هي: «ما بغيتيش تعطينا قرعة باردة.. سنجلسك إذن على قرعة سخونة»، هنا سيرد بلخير: «أنا أسيدي ماشي ديال هاد الشي، أنا مزوج وعندي ولادي»، ليبدأ الضرب والرفس. فيما ظل بلخير يصرخ ويطلب منه الكف عن الضرب. «صرت أخشى الخروج إلى الشارع وأفضل البقاء في البيت».. يقول بلخير، وهنا تغيرت نبرة الصوت قليلا ولا يمكن إعطاء وصف بشأنها لأن سماعة الهاتف تخدع، لكن صوته كان مختلفا، وهذا نسبي نوعا ما، «لقد أصبت إصابة بالغة في رجلي ولا زالت تؤلمني إلى اليوم»، وماذا عن القفزة التي قام بها رجل الأمن على وجهك؟، «الحمد لله لم تكن خطرة»، واستطرد: «هاد الشي بزاف.. وأنا ليست لي أية علاقة بكل هذا».. «أنا كنقلب غير على طرف ديال الخبز.. حتى ديك المرسى عمري ما وصلت ليها». وانتهت المكالمة الهاتفية.