«مسكين شداروليه» هكذا كان ينبعث صوت إحدى السيدات من خلف نافذة بيتها الأزرق وهي تتابع من وراء كاميراتها الصغيرة، التي كانت تحاول إخفاءها بين الحين والآخر، تفاصيل تدخل أمني عنيف بحي بولعلام صباح أول أمس الثلاثاء، والذي بثه موقع «يوتوب» ظهر أمس تحت عنوان «نعدكم بالانتقام يا أبطالنا» المشهد الذي كان قويا إلى حدود الصدمة: شخصان يمران بالشارع، رجل بشعر أشيب وشاب في العشرينات، يتلقفهما سبعة من رجال الأمن، قوات التدخل السريع، القوات المساعدة ورجل شرطة، يحاصرونهما عند باب أحد المنازل، وبدون كلام يبدأ الضرب بالزراويط السوداء الطويلة. المشهد الثاني: تلتحق برجال الأمن السبعة كتيبة من القوات المساعدة في حدود خمسة، ويبدأ عرض آخر أكثر عنفا. يركض رجل من القوات المساعدة بأقصى سرعة ويقفز إلى الأعلى ويرفس بطن الشاب. الرجل الأشيب يتوسل رجال الأمن الخاص، يتلقى أربع ضربات بالعصي قبل أن يعفى عنه، ربما بسبب شيبه، ثم يتكفل رجلان من القوات المساعدة باقتياده خارج إطار الكاميرا. فيما الأشيب يحاول أن يدير رأسه إلى الخلف لمعرفة أحوال رفيقه، الذي سيكون الضحية الأكبر لهذا التدخل ويسمع تعليق السيدة صاحبة الكاميرا وهي تقول: «ويلي مسكين يغوت.. يحرق جد بوكم.. الكلب» فيما يستمر رجال التدخل السريع في ضرب الشاب العشريني ذي القميص البني والقبعة الشمسية. في دقيقة من الزمن، وهي مدة الشريط تقريبا، تلقى الشاب، ما يقارب 30 ضربة بالعصي السوداء من كل الجهات وفي كل أنحاء جسده، وما يقارب 20 صفعة وركلة، ليفقد توازنه ويسقط على الأرض، حيث لم يعد قادرا على الوقوف منذ القفزة التي قام بها صاحب الزي الكاكي على بطنه، ورغم ذلك لم يتوقف رجال الأمن، وفي كل مرة كان يسقط فيها الشاب على الأرض كان رجال الأمن يتكلفون بحمله من جديد ولكمه وصفعه، فيما انقطع صوت حاملة الكاميرا، وسيطر على الخلفية الصوتية لهذا المشهد صراخ العديد من النسوة، في تلك الأثناء تعلق المرأة من وراء الكاميرا: «ويلي ويلي شداروليه..آميمتي آميمتي». ينتهي النصف الأول من الشريط على هذه الكلمات وتبث صور أخرى تبرز الإنزال الأمني الكبير بمدينة سيدي إفني، والذي وصفته مصادر من عين المكان بأنه: «يفوق بكثير» عدد قوات الأمن التي استقدمت إلى المنطقة في أحداث «السبت الأسود». وهو ما ظهر بوضوح في شريط آخر على يوتوب لمشاهد التقطت ليلا بسيدي إفني تظهر العدد الكبير لسيارات رجال الأمن من خلال أضواء «لاسيرين» الكثيفة التي كانت تضيء ليلة الثلاثاء في المنطقة. وإلى حدود ظهر يوم أمس بث أبناء المنطقة ثلاثة أشرطة قصيرة لا تتجاوز دقيقتين من الوقت، كان أبرزها الشريط الذي حمل عنوان «نعدكم بالانتقام يا أبطالنا»، بالإضافة إلى شريطين آخرين يبرزان قوة الإنزال الأمني بمدينة سيدي إفني، وإلى حدود ظهر أمس أيضا لم تنشر أية تعاليق مصاحبة للشريط على موقع يوتوب العالمي، لكن من المرشح أن يكون هذا الشريط الأكثر متابعة خلال الأيام المقبلة من لدن متصفحي اليوتوب في المغرب، كما حدث مع أشرطة «السبت الأسود».