حل، عشية أول أمس الخميس، وزير الداخلية، مولاي الطيب الشرقاوي، بمدينة آسفي، في زيارة وصفتها مصادر «المساء» ب«المفاجئة وغير المبرمَجة مسبقا»، مضيفة أن وزير الداخلية نزل بملعب المسيرة الخضراء عبر طائرة مروحية حطّت فوق عشب الملعب المقابل لمبنى ولاية الأمن الإقليمي في المدينة. وأشارت معطيات ذات صلة إلى أن طائرة مروحية أولى كانت قد حطت بمدينة آسفي على الساعة الواحدة زوالا، فيما حطت الطائرة المروحية الثانية، التي كان على متنها وزير الداخلية، على الساعة الرابعة والربع زوالا. وأفادت المعلومات الأولية أن وزير الداخلية، الذي فاجأ بزيارته جميع رجال السلطة والأمن في آسفي، قد عقد اجتماعات مغلقة مع عمال الجهة، يتقدمهم عبد الله بن ذهيبة، والي جهة عبدة دكالة -عامل إقليمآسفي. وتحفّظ أكثر من مصدر في ولاية آسفي وفي صفوف رجال السلطة عن مضمون هذه الزيارة وهذه اللقاءات التي عقدها وزير الداخلية مع عمال ووالي الجهة. ولم تصدر ولاية آسفي بيانا في هذا الشأن توضح فيه طبيعة الزيارة المفاجئة لوزير الداخلية ولا مضمون محادثاته، في وقت تناسلت الإشاعات بين السكان عند رؤيتهم طائرتين مروحيتين تحلقان فوق سماء المدينة وتحطان على عشب ملعب «المسيرة». ومن ضمن الأخبار المؤكدة عن هذه الزيارة المفاجئة لوزير الداخلية أنه قام بزيارة تفقدية لكافة أرجاء المدينة عبر جولات جوية على متن الطائرة المروحية ذاتها. وأشارت معطيات ذات صلة إلى أن وزير الداخلية قد يكون اطّلع، من الجو، على النقط السوداء للبناء العشوائي وعلى المناطق الهامشية للمدينة، ومن بينها الأحياء التي يتحدر منها بعض المشتبَه فيهم، المعتقلين على علاقة بوقوفهم وراء تفجير مقهى «أركًانة» في مدينة مراكش. إلى ذلك، تعقد فعاليات كثيرة من آسفي آمالا كبيرة على أن تحظى مدينتهم، التي التصقت بها تهمة «صناعة الإرهاب» مؤخرا، بالتفاتة خاصة من قِبَل الحكومة، عبر تسريع وتيرة إخراج مشاريع تنموية إلى حيّز الوجود وفك العزلة الاقتصادية والاجتماعية عنها وربط المدينة بالطريق السيار وجلب استثمارات مهمة إليها ومنحها دعما ماليا استثنائيا من قِبَل وزارة الداخلية، لرفع عجز وديون مجلسها الحضري، التي تصل إلى 27 مليار سنتيم. ولم تستبعد مصادر «المساء» أن تكون زيارة وزير الداخلية ذات طابع أمني، فيما رأت فعاليات عديدة في التكتم الكبير على مضمون هذه الزيارة إشارة إلى كون ولاية آسفي ما زالت تشتغل بعقلية منغلقة في إخبار الرأي العام بحدث من هذا النوع.