لم يتمكن الاجتماع الثاني الذي عقدته شركة الخطوط الجوية المغربية مع الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، أول أمس الثلاثاء، من رأب الصدع الحاصل بين الطرفين. فعلى الرغم من الاقتراحات التي قدمتها الشركة خلال الاجتماع إلا أنها تبقى في رأي المهنيين «بسيطة وغير كافية لتجاوز مجموع المشاكل التي يعاني منها القطاع». وفي هذا السياق، قال جلال اليعقوبي، رئيس الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، إن القائمين على الشركة قدموا خلال الاجتماع عرضا حول الوضعية العامة للخطوط الجوية المغربية والشركات المتفرعة عنها. وأضاف أن الإدارة وعدت بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في يونيو 2006، والقاضي بمغربة طاقم الشرطة. وأوضح اليعقوبي أن تفعيل هذا القرار لا يعد أمرا جديدا لأن التوقيع عليه يعود إلى سنتين. ولم ينف المتحدث ذاته أن الإدارة وعدت بتحسين ظروف الربابنة وانتقالهم إلى العمل بشركة «أطلس بلو» في ظروف مريحة، مشيرا إلى أن مثل هذه القرارات تتطلب تضحية جسيمة من الربابنة الذين تفرض شروط انتقالهم للعمل بهذه الشركة تغيير مجريات حياتهم بصفة عامة. وباستثناء هذه الإجراءات، يقول اليعقوبي، لم تحمل جعبة الإدارة أي جديد في ما يخص تطوير الأسطول. وأردف قائلا: «قبل عشر سنوات كانت الخطوط الجوية تتوفر على 30 طائرة مثلها مثل الخطوط التركية، والآن الشركة المغربية تتوفر على 40 طائرة، أي أنها بالكاد أضافت 10 طائرات إلى أسطولها، في الوقت الذي وصل فيه عدد طائرات الشركة التركية إلى 100 طائرة». من جهتها، أكدت شركة الخطوط الجوية أن الاجتماع الأخير كرس إرادة الشركة في ما يخص تحسين ظروف انتقال وترقية ربابنة الخطوط الملكية المغربية كقائد ربان بالشركات الفرعية لمجموعة الخطوط الملكية المغربية. وتشكل هذه المبادرة، حسب بيان للإدارة توصلت «المساء» بنسخة منه، «استجابة لأهم مطالب ممثلي الربابنة والمتعلقة بتسريع مغربة وظيفة قائد ربان وبتطور المسار المهني للطيارين. وسوف تدخل هذه التدابير حيز التطبيق ابتداء من شهر شتنبر 2008. ومن أجل تحديد شروط تفعيل هذه التدابير، قدمت إدارة الشركة خلال الاجتماع المذكور الشروحات التي طلبها ممثلو الربابنة، ومنها ذات الصلة بتطوير أسطول مجموعة الخطوط الملكية المغربية، يضيف البيان. وخلال نفس الاجتماع، جددت إدارة الشركة اقتراحها المتجلي في إعداد، مع الشركاء الاجتماعيين، نظام أساسي للملاحين التقنيين. وقد استعرضت أهم خطوط مشروع هذا النظام مشيرة إلى أن هذه الوثيقة سوف تتناول كافة مطالب الملاحين التقنيين. واستجابة للطابع الاستعجالي الذي أثاره ممثلو الربابنة بخصوص بعض النقط التي تضمنها الملف المطلبي الذي تم تقديمه بتاريخ 25 يوليوز 2008، وافقت إدارة الشركة على أن تتم دراسة هذه النقط بصفة أولوية من طرف اللجنة المذكورة. وقد دعت الإدارة ممثلي الربابنة إلى أخذ هذه المبادرات الإيجابية بعين الاعتبار وذلك لخلق شروط حوار بناء ووضع حد لحركة الرفض الجماعي لإنجاز الرحلات، والتي تدوم منذ عدة شهور مؤثرة على مستوى دقة مواعيد الرحلات وعلى النتائج الاقتصادية للشركة. إلى ذلك، أكد مجموعة من الربابنة أن إدارة الشركة باشرت حملة من الإنذارات والتوبيخات في حق عدد من الربابنة. وأكد عدد من الربابنة توصلهم بإنذارات وتوبيخات وتهديدات بالطرد من العمل، بسبب رفض الإدارة لإجراء التعويض في حالات الغياب. وأكدت إدارة «لارام» أنها وجهت عددا من الإنذارات والتوبيخات لبعض الربابنة، معللة ذلك ب»الرفض التعسفي للقيام بالرحلات». ويرى الربابنة أن مثل هذه «الحروب لن تزيد إلا في تأزيم الوضع داخل الشركة».