رجّحت مصادر مطّلعة من عائلات معتقلي السلفية الجهادية أن يكون المعتقل زكريا بنعريف، الذي تلقى رصاصة في صدره خلال المواجهات التي شهدها السجن المحلي في سلا يوم الأحد الماضي، قد توفي ليلة أول أمس في مستشفى «ابن سينا»، حيث كان يخضع للعلاج في قسم العناية المركزة، بعد نقله من السجن وهو في حالة حرجة. وقال «أبو آدم»، الناطق باسم تنسيقية الوسيط للدفاع عن المعتقلين الإسلاميينن، في اتصال ل«المساء» به، إن عددا من المعتقلين السابقين في ملف السلفية الجهادية وبعض أفراد أسرته بنعريف توجهوا، أول أمس، إلى المستشفى لزيارته، غير أنهم مُنِعوا من الدخول بدعوى أنه يخضع للعناية الفائقة، مضيفا أن هناك تكتما على حدث الوفاة. وفي غضون ذلك، قالت مصادر من عائلات المعتقلين السلفيين إن هناك حالة من الاحتقان شهدها سجن سلا أمس، بعد إقدام الإدارة على إصدار عقوبات في حق بعض المعتقلين الذين وُجِّهت لهم تُهَم التخريب والعنف والاعتداء على رجال أمن تتراوح ما بين 30 و40 يوما، مضيفة أن الأمر يتعلق بعملية احتجاز للمعتقلين لمنعهم من استقبال عائلاتهم خلال أوقات الزيارة «إلى حين اختفاء آثار الضرب والتعذيب»، حسب المصادر ذاتها. وقال أفراد من عائلات المعتقلين في ملف عبد القادر بليرج إن هؤلاء المعتقلين، وعددهم 22 شخصا، لم يُعرَف مصيرهم إلى حد كتابة هذه السطور، رغم أنهم لم يشاركوا في المواجهات التي اندلعت منذ يوم الأحد الماضي ولم تهدأ إلا أول أمس، بعد تدخل قوات الأمن، وأصدروا بيانا يعلنون فيه لزومهم زنازينهم وعدم مغادرتها إلى حين انتهاء المواجهات، مستنكرين التدخل الأمني ضد المعتقلين في نفس الوقت. وأوضح هؤلاء أنهم زاروا ملحقة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في «عمارة السعادة»، وسط الرباط، لكن المسؤولين فيه لم يقدموا لهم أي معلومات، وتم الاتصال بإدارة السجن التي أخبرهم أن المعتقلين سوف يتصلون بعائلاتهم بعد ثلاثة أيام، دون أن يتم ذلك إلى غاية منتصف نهار أمس. وأكدت زوجة أحد المعتقلين في نفس الملف أن عائلات المعتقلين توجهت إلى السجن، لكن الإدارة وجهتهم إلى المديرية العامة للسجون، التي ردّتهم، من جديد، إلى إدارة السجن، لكنْ بدون جدوى، إذ لم يتلقوا أي معلومات تفيد بمكان تواجد ذويهم المعتقلين.