قال نعمان بن عثمان، الخبير في شؤون تنظيم «القاعدة»، إن الجهادي المصري سيف العدل يقوم بدور قائد عمليات مؤقت للتنظيم إلى حين التعيين المتوقع لنائب زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري خلفا لأسامة بن لادن. وأضاف نعمان بن عثمان -وهو معاون سابق لبن لادن ويعمل الآن محللا لدى مؤسسة «كويليام» البحثية البريطانية- في تصريحات أول أمس الثلاثاء، أن سيف العدل لا يتولى دور قائد، وإنما يتولى القيادة في شؤون العمليات والنواحي العسكرية. كما قال إن سيف العدل كان يشغل بالفعل دورا قريبا من رئيس أركان التنظيم حتى قبل مقتل أسامة بن لادن. وأشار الخبير إلى أن قرار اختيار سيف العدل لم يكن نتيجة اجتماع مجلس شورى رسمي للقاعدة، لأن التجمع مستحيل حاليا في مكان واحد، وإنما نتيجة قرار اتخذه 6 أو 8 من قادة التنظيم في منطقة الحدود الباكستانية/الأفغانية. واعتبر بن عثمان أن اختيار سيف العدل زعيما مؤقتا ل«القاعدة» يُعد خطوة في اتجاه الإعداد لمبايعة شخص آخر من خارج الجزيرة العربية لتولي قيادة التنظيم خلفا لبن لادن. ومن جهة أخرى، كشف نفس الخبير أن تنظيم «القاعدة» يقوم حاليا بجمع تعهدات المبايعة لأيمن الظواهري من الجماعات والفروع مترامية الأطراف، لكنه أشار إلى أن ذلك يستغرق بعض الوقت. وأشار نعمان بن عثمان -الذي عرف العدل شخصيا حينما شاركا في القتال في أفغانستان- إلى أن من سماهم الجهاديين على شبكة الأنترنيت يشعرون بقلق بالغ من التأخير في الإعلان عن خليفة ابن لادن. ودعا الخبير بن عثمان -وهو قائد سابق من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة- هؤلاء «الجهاديين إلى الهدوء، لأن سيف العدل يمهد الطريق للظواهري لتولي قيادة التنظيم». ويقول مدعون أمريكيون إن سيف العدل هو من القادة العسكريين البارزين لتنظيم «القاعدة»، وإنه ساعد في التخطيط للتفجيرات التي استهدفت سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998، وإنه أقام معسكرات تدريب ل«القاعدة» في السودان وأفغانستان في التسعينيات. كما يعتقد أن سيف العدل -المدرج على قائمة المطلوبين أمريكيا- فر إلى إيران بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان بعد هجمات ال11 من شتنبر في 2001 على الولاياتالمتحدة. وتؤكد وسائل إعلام أن السلطات الإيرانية أفرجت عن سيف العدل قبل نحو عام، وأنه عاد إلى منطقة الحدود بين أفغانستانوباكستان. ويرجح محللون أن يكون سيف العدل -الذي يعتقد كثيرون أنه كان يعيش في المناطق النائية بشمال باكستان منذ 12 شهرا- قد عاد منذ ذلك الحين إلى إيران أو إلى أفغانستان في الأسابيع الأخيرة.