«الحقيقة قمعتوها في السجون رميتوها» هكذا عبرت مجموعة الأربعين الوطنية للأطر المعطلة عن تضامنها مع رشيد نيني في وقفة نظمتها أول أمس الثلاثاء أمام مقر مكتب الجريدة بالرباط، نددت فيها بحبس مدير نشر جريدة «المساء»، واحتجت على سياسة تكميم أفواه الصحافة المستقلة. وقال مصطفى واكريم، عن المكتب المسير لمجموعة الأربعين، إن الاعتقال والحبس قرار جائر وانتقامي ليس في حق نيني فحسب، بل في حق الصحافة الحرة وجميع الأصوات المنادية بمحاربة الفساد. وتساءل واكريم عن مآل الإصلاحات التي تتحدث عنها الدولة، والتي لم تظهر منها سوى شعارات زائفة حول الحرية والعدالة والكرامة والتنمية وغيرها. وأشار واكريم إلى أنه رغم كل ما أظهرته تقارير هيئات مناهضة الفساد واختلاس الأموال من أرقام «مهولة» و«مرعبة»، فإن كل ذلك يحدث دون رقيب ولا حسيب، في حين يودع خلف القضبان من تجرأ على فضح المسكوت عنه. «فأي مسار إصلاحي هذا الذي انخرط فيه المغرب مع كل هذا التجاوز والتضييق والخرق السافر لحريات السلطة الرابعة؟ ومن يزعجه رؤية مغرب ديمقراطي متحرك ويحاول إيقاف قاطرته؟» يتساءل واكريم. وأوضح المصدر ذاته أن اعتقال رشيد نيني «الرجل الذي يحارب الفساد» هو اعتقال جميع المغاربة الأحرار، الذين يريدون مغربا نظيفا، متحررا، يسعى إلى بناء نفسه من أجل ديمقراطية وكرامة وحرية، مضيفا أن ما وقع لرشيد نيني لن ينقلب إلا على «رواد الفساد» الذين كانوا سببا وراء اعتقاله، لأنهم أصبحوا يتمتعون ب«مواهب في الفساد والاحتقار والاعتقال والنهب والسلب». وأعلنت مجموعة الأربعين في وقفتها التضامنية عن استعدادها للوقوف جنبا إلى جنب مع رشيد نيني ومؤازرته في موقفه، معتبرة أن ما يقع في هذا البلد لا يجب السكوت عنه، رغم القمع والسجن، مضيفة أن سجن رشيد نيني ما هو إلا باب «سيزيد في فضح مؤامرات المفسدين». وفي بيان لمجموعة الأربعين، توصلت ال«مساء» بنسخة منه، رفعت المجموعة شعارا بارزا «حبس رشيد نيني ضريبة مشرفة من أجل حرية التعبير ومحاربة الفساد». كما طالبت كل الغيورين على هذا الوطن بالصمود في وجه كل من يسعون إلى إقبار الحقائق وإسكات الأصوات الصادقة، مضيفة أنه رغم كل ما تتعرض له الصحافة الوطنية المستقلة ف«لن تجف الأقلام الحرة...وجيوب الفساد مآلها السقوط لا محالة» لأن إرادة التغيير والإصلاح قوية وهي إرادة شعب بأكمله، تقول المجموعة.