وضعت مصالح الدرك الملكي بمركز المهدية، التابعة للقيادة الجهوية بالقنيطرة، شخصا يعمل في أحد الأفران الشعبية تحت الحراسة النظرية لمدة 48 ساعة، للاشتباه في تورطه في عملية اغتصاب طفلين قاصرين بمنطقة قصبة المهدية. وكشفت المصادر أن التحقيقات في هذه القضية، انطلقت، أول أمس، مباشرة بعد توصل الجهاز الأمني المذكور بشكاية من أسرة تقطن في نفس المنطقة تفيد بتعرض ابنها القاصر لجريمة هتك العرض من طرف شاب يشتغل في فرن شعبي. وأضافت مصادر «المساء» أن فرقة أمنية خاصة انتقلت في سرية تامة إلى أحد الأحياء العشوائية بقصبة المهدية، وقامت بالترصد للمشتبه فيه، ومراقبة تحركاته، قبل أن تبادر إلى اعتقاله وإيداعه بمخفر الدرك للتحقيق معه فيما نسب إليه من تهم، سيما بعد تعرف الضحية عليه. واستنادا إلى معلومات مؤكدة، فإن فريق البحث توصل من خلال التحريات المكثفة إلى وجود ضحية ثان، لا يتجاوز عمره ثمان سنوات، تعرض هو الآخر لعملية اغتصاب وحشي، وهو ما دفع المحققين الدركيين إلى تعميق البحث مع المتهم، للكشف عما إذا كان هناك ضحايا آخرون مُتَسَتر عليهم. وفجر الضحيتان، خلال الاستماع إليهما في محاضر رسمية، حقائق صادمة بكل المقاييس، تفيد بأن الظنين كان يستغل فراغ المكان الذي يشتغل فيه، ليمارس الجنس على الضحيتين القاصرين بطريقة جد شاذة، بعد التغرير بهما، وقد حدث ذلك مرات عديدة. ونُقل عن المصادر نفسها قولها إن أحد الضحيتين يعاني من ألم شديد في دبره جراء تعرضه لاعتداءات جنسية متكررة، في الوقت الذي أضافت المصادر أن المتهم، الذي يبلغ من العمر 28 سنة، كان يراقب القاصرين في أحد الأزقة الضيقة في المنطقة، قبل أن يعمد إلى استدراجهما إلى مسرح الجريمة عن طريق إغرائهما بالنقود. ومن المنتظر أن تتم إحالة المشتبه فيه على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف في القنيطرة من أجل استكمال مجريات التحقيق. وقالت المصادر إن الظنين يواجه تهما تتعلق بجناية التغرير بقاصر وهتك العرض والاغتصاب. وعلمت «المساء» أن جمعيات مدنية ستنصب نفسها طرفا مدنيا في القضية من أجل الضغط لكي ينال الجاني أقصى العقوبات. وأعرب خالد كوي، رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن استنكاره البالغ للاعتداءات الجنسية، التي أضحى الأطفال يتعرضون لها في القنيطرة، وقال إن جمعيته تنظر بقلق شديد إزاء استمرار تفشي جرائم اغتصاب الأطفال. وأكد المتحدث على ضرورة التصدي بنوع من الحزم والصرامة لهذه الظاهرة، موضحا أن ما وقع بقصبة المهدية يدق ناقوس الخطر بالنسبة إلى الجميع، داعيا كل فعاليات المجتمع المحلي إلى تحمل كامل مسؤولياتها في هذا الإطار، والتنسيق فيما بينها من أجل التحسيس بخطورة هذه الأفعال الإجرامية المشينة المرتكبة في حق أطفال أبرياء.