حل معطلو تاونات ضيوفا على موقع «يوتوب»، الذي اشتهر في الآونة الأخيرة كموقع إلكتروني يلجأ إليه بعض المغاربة للتعريف بقضاياهم تارة وفضح ممارسات رجال السلطة تارة أخرى. المعطلون بهذه المدينة استغلوا الموقع ليملؤوه بصور تظهر احتجاجاتهم بأقنعة سوداء تخفي وجوههم، وهم يرفعون الشعارات وشارات النصر ونعوشا تحمل عبارة «الحكومة المغربية»، فيما اختار بعضهم أن يكتب على ظهره عبارة «أعدم سنة ...»، في إشارة إلى السنة الجامعية التي حصل فيها هؤلاء على الإجازة. وبدا هؤلاء المعطلون، في الصور، أشبه بجناح عسكري لمنظمة محظورة تستعرض عضلاتها في الشارع العام. واستعان هؤلاء المعطلون بأغاني مارسيل خليفة المتلزمة. وبدأ الشريط الذي امتد حوالي 10 دقائق بأغنية «منتصب القامة أمشي» للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش والتي يؤديها اللبناني مارسيل خليفة. وأظهر الشريط صورا لهؤلاء المعطلين وهم يجوبون الشارع الرابط بين بلدية تاونات وعمالتها، كما أظهر معطلات وهن يرتدين الأقنعة السوداء ويشاركن الذكور في هذه الاحتجاجات. وبينت إحدى الصور هؤلاء المعطلين بأقنعتهم رابطين بعضهم إلى بعض بحبال. واختتم الشريط بعبارة تشير إلى أن معطلي تاونات يتضامنون مع ساكنة سيدي إيفني التي احتمت بدورها بموقع «يوتوب» لفضح انتهاكات رجال الأمن والقوات المساعدة أثناء التدخل لإخماد فتيل احتجاجات ثانية عرفتها المنطقة بسبب العزلة والتهميش. وطبقا لمصادر من فرع جمعية المعطلين بتاونات، فإن هؤلاء اضطروا إلى اعتماد هذه الأساليب الاحتجاجية للفت انتباه الرأي العام إلى معاناتهم مع العطالة في منطقة تعرف هشاشة اقتصادية. وكانت السلطات قد استعانت في الآونة الأخيرة ب«وسطاء» من المجتمع المدني للوصول إلى حل مرض للطرفين، لكن هذه «المفاوضات غير المباشرة» توقفت وسط الطريق بسبب تماطل السلطة وعدم جديتها في الحوار، يقول المعطلون وبسبب تطرف المعطلين ورغبتهم في الحصول على امتيازات مبالغ فيها، تورد السلطات. وأدى توقف «المفاوضات» إلى تجدد احتجاجات المعطلين في الشارع الرئيسي للمدينة كل مساء، لكن هذه المرة بأساليب استطاعت أن تثير الرأي العام المحلي وأن تدخل عالم «يوتوب» ليشاهدها زوار الموقع بالملايين.