نفى والي طنجة، محمد حصاد، الشائعات التي تناسلت بقوة داخل المدينة، والتي مفادها أن «سفاحا» ملثما يقتل النساء، وأنه يتجول بين أحياء ومقاطعات المدينة. وقال الوالي، الذي كان يتحدث إلى الصحافيين، أول أمس، خلال ندوة حول الوضعية الأمنية بالمدينة، إنه لا يعلم الجهة التي تقف وراء تسريب مثل هذه الإشاعات، التي خلقت رعبا كبيرا وسط المواطنين خصوصا داخل المؤسسات التعليمية. وكانت إشاعة قوية سرت في المدينة خلال الأسابيع الماضية أشارت إلى وجود سفاح ينكل بالنساء ويذبحهن، وهو ما لقي صدى واسعا في المدينة التي صارت تعيش منذ ذلك الوقت على أعصابها، خصوصا وسط النساء. ووصلت هذه الإشاعة حدا خطيرا إلى درجة أن تلاميذ من مؤسسات تعليمية قالوا إن أفراد أمن زاروهم بالمؤسسات وحذروهم من السفاح، الذي قالوا إنه «ملتح ويتزيى أحيانا بزي النساء، وهو عبارة عن نقاب». غير أن مصادر أمنية من طنجة نفت أي ضلوع لأمنيين في المدينة في نشر هذه الإشاعة، وقالت إن ذلك محض افتراء. وكانت أول إشاعة مرتبطة بهذا السفاح الوهمي ظهرت في منطقة «البرانص»، وهي نفس المنطقة التي سبق أن ذبح فيها مجرم ثلاث نسوة داخل منزلهن في فبراير من العام الماضي. من جهة أخرى، أشار والي طنجة إلى أن نسبة الجريمة تراجعت بشكل كبير بطنجة، مقارنة مع مدن أخرى، سواء داخل المغرب أو حتى ببعض المدن العالمية. وكشفت إحصاءات رسمية، قدمها والي أمن طنجة، محمد أوهاشي، عن تراجع معدل الجريمة بمدينة طنجة خلال سنة 2010، إذ سجلت انخفاضا بلغت نسبته 09،8 بالمائة مقارنة مع عدد الجرائم المسجلة بالمدينة خلال سنة 2009. وأضاف التقرير أن المصالح الأمنية بطنجة عالجت خلال السنة الماضية ما مجموعه 8023 قضية، مقابل 8729 قضية خلال سنة 2009، مع تسجيل ملاحظة أساسية وهي أن هذه الإحصائيات تم إعدادها بناء على شكايات المواطنين الذين تقدموا بها بشكل رسمي إلى مختلف الدوائر الأمنية بالمدينة. وفي نفس السياق، أفاد والي أمن طنجة، محمد أوهاشي، أن خطة أمنية يتم اتباعها بتنسيق مع الولاية، كانت وراء انخفاض مجموعة من الحالات المرتبطة بالأمن العمومي، مثل الضرب والجرح والسرقة أو القتل العمد، أو تلك المرتبطة بالسلامة العامة، مثل السكر والفوضى والتحريض على الفساد والخيانة الزوجية والنصب والاحتيال والرشوة. وتحدث أوهاشي، خلال هذه الندوة التي عقدت بمقر الولاية، أيضا عن الحالات المرتبطة بتهريب واستهلاك المخدرات، وقال إنها سجلت بدورها انخفاضا ملحوظا، بين سنتي 2009 و2010، حيث بلغ عدد الحالات التي تمت معالجتها خلال السنة الماضية، 1079، بينما تم تسجيل 1470 حالة خلال سنة 2009. من جانب آخر، لم ينف والي الأمن بطنجة ولم يؤكد، ضلوع الجاني الذي ارتكب جريمة القتل بمقهى «الحافة بطنجة»، في العملية الإجرامية التي هزت مقهى «أركانة» بمدينة مراكش، وقال في جواب عن سؤال حول هذا الموضوع، «إن البحث مستمر وإن جميع الفرضيات تبقى ممكنة حول هذا الموضوع». ورغم أن الإحصاءات التي قدمها والي أمن طنجة تحدثت عن تراجع الجريمة بطنجة، إلا أن هناك نقاطا سوداء كثيرة داخل هذه المدينة تحتاج إلى تكثيف الدوريات الأمنية، خصوصا في مقاطعة بني مكادة، الأكثر كثافة سكانية داخل المدينة. كما أن هناك حالات عديدة تتعلق بالأمن العمومي، خصوصا السرقة والضرب الجرح، والتي لا يتم التبليغ عنها، وربما تكون تشكل نسبة كبيرة إذا انضافت إلى هذه الإحصائيات المقدمة وقد تعطي نتائج أخرى مغايرة. يذكر أن هذا اللقاء حضره رؤساء المقاطعات إضافة إلى عمدة المدينة، وكانت هناك دعوات داخل اللقاء إلى ضرورة إشراك رؤساء المقاطعات في التنسيق الأمني، من أجل التخفيض من نسب الجرائم داخل المدينة.