على إثر الشكايات المتكررة التي توصلت بها عناصر الضابطة القضائية التابعة للأمن الإقليمي بالخميسات، والتي تخص بالأساس تعرض العديد من المواطنين والمصلين لاعتداءات من طرف عناصر إجرامية أصبحت متخصصة في اصطياد ضحاياها، تجندت العناصر الأمنية للحد من أنشطة هذه العصابة، وقامت بتحريات واسعة النطاق في جميع أحياء المدينة والضواحي المجاورة لها. وفعلا، ومن خلال الأوصاف التي قدمها الضحايا، تم الاهتداء إلى الأظناء الذين روعوا المدينة والمواطنين الأبرياء. ورفعا لكل لبس أو شك، تم عرضهم على أنظار المشتكين الذين تعرفوا عليهم بكل تلقائية، وطالبوا بمتابعتهم قضائيا، حتى يكونوا عبرة لكل المنحرفين والمجرمين الذين يقومون بالاعتداء على الأبرياء بدون موجب حق أو قانون، وكذا للحد من الجرائم المرتكبة من طرف أناس فقدوا الثقة في الحياة وسدت أمام وجوههم كل الآمال من أجل مستقبل أفضل. أسفرت الحملات التطهيرية المكثفة التي قادتها العناصر الأمنية بجميع رتبها واختلاف مسؤولياتها، عن وضع حد لعصابة خطيرة بعدما أصبح المواطن الزموري يهاب التحرك لوحده لقضاء أغراضه الخاصة واليومية. خاصة منهم المصلون الذين يحجون لصلاة الفجر بمساجد المدينة، والذين استهدفتهم اعتداءات المنحرفين والمجرمين، الذين كان هدفهم خلق الرعب والخوف في نفوس السكان، إذ تقدم العديد منهم بشكايات إلى القضاء والأمن مرفقة بشهادات طبية تظهر مدى العجز الذي أصاب بعض الذين كانوا ضحية تلك العصابات الإجرامية، التي كانت تستعمل طرقا متنوعة لتنفيذ عملياتها في عز النهار وفي الظلام الدامس وفي غفلة من رجال الأمن، الذين تمكنوا أخيرا، من تفكيك تلك العصابة الإجرامية الخطيرة وتقديمها أمام أنظار القضاء ليقول كلمته فيها. استهداف المصلين أثناء تعميق البحث مع أفراد العصابة الإجرامية، أقروا بأنهم نفذوا سلسلة من السرقات، استهدفت المصلين والمواطنين وصاحب ناقلة وحارسا ليليا اعتدوا عليه وسلبوه 300 درهم. وأضاف المتهمون الثلاثة، الذين أحيلوا على وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالخميسات من أجل النظر في التهم المنسوبة إليهم، والتي تخص تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات بواسطة السلاح الأبيض والضرب والجرح والسكر البين مع حالة العود، والذين خلف خبر إلقاء القبض عليهم ردود فعل إيجابية في الأوساط المحلية التي طالبت بمعاقبة مقترفي مثل هذه الاعتداءات الخطيرة التي تهدد أمنهم وسلامتهم نهارا وليلا، في مدينة أصبحت تعرف توافد العديد من المجرمين المبحوث عنهم في قضايا إجرامية سابقة من القرى المجاورة والمدن القريبة من عاصمة زمور، أن الفقر والحاجة إلى المال كانت الدافع الأساسي لاقترافهم تلك العمليات الإجرامية الخطيرة والتي كانت دائما تحت تأثير التعاطي للمخدرات والكحول الرخيصة. وعلى خلفية الأحداث الإجرامية التي تعرفها مدينة الخميسات والنواحي، من حين لآخر، تعالت أصوات التنديد بما أضحى يطال المصلين، خصوصا بحي النجاح بمدينة الخميسات، الذين يرتادون مسجد حي النجاح من أجل أداء صلاة الفجر، إذ فوجئوا باعتراض سبيلهم من قبل ثلاثة أشخاص مدججين بالسلاح الأبيض وسيوف حديدية ونفذوا عدة اعتداءات وسرقات في حق بعض المصلين، وكان ذلك بعد احتساء كمية من مسكر ماء الحياة. إذ خلقوا رعبا لا مثيل له في صفوف المصلين وسكان الحي، من خلال الجري وراءهم ورفس أولائك الذين سقطوا أرضا، مما خلف تذمرا واسعا في صفوف السكان والمصلين، الذين يتوجهون كل صباح إلى هذا المسجد. سرقة بائع للخضر والفواكه لم تعد العمليات الإجرامية والسرقات بمدينة الخميسات تقتصر على المنازل والمحلات التجارية والمارة، بل توسع نطاقها ليشمل شريحة مسنة تستفيق باكرا من أجل التوجه لأداء فريضة صلاة الفجر والصبح بمختلف مساجد المدينة. ولم تتخيل هذه الشريحة ذات يوم أنها ستكون مستهدفة من قبل المجرمين وقطاع الطرق الذين لم يعودوا يفرقون بين الصغار والمسنين وبين النساء والرجال وبين الذين يتوجهون إلى المساجد والذين يذهبون إلى الأسواق بغرض التجارة، بل اختلط الحابل بالنابل ولم يعد المواطن يحس بأمان وهو في طريقه للصلاة أو التجارة. الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل طال أحد بائعي الخضر والفواكه، الذي كان يتأهب لركوب سيارته من نوع (بوجو) قرب مسكنه، والتي كانت محملة بخضر الجزر قصد بيعها بأحد الأسواق المجاورة لمدينة الخميسات. إذ فوجئ بمداهمته من قبل ثلاثة أشخاص وهم يحملون أسلحة بيضاء من أجل السرقة، ولم يجد الضحية أمام هذا المشهد المرعب الذي يتهدد حياته، بدا من الفرار مخافة تعرضه لمكروه والفتك به من قبل عديمي الضمير، تاركا سيارته محملة بالخضر رهن إشارة الأظناء، الذين لم يتوانوا في تفتيشها واستولوا من داخلها على مكبر صوت يخص الناقلة ذاتها ولاذوا بالفرار. وبعد ذلك توجه صاحب الناقلة إلى المصالح الأمنية من أجل تقديم شكاية في الموضوع، بحيث أعطى أوصاف المعتدين الذين روعوا الح وساكنته. اعتداء على حارس ليلي لم يكن الحارس الليلي للحي المذكور يظن أن عمله في إحدى الليالي الباردة، وهو الذي يعيل أسرته الصغيرة والتي تنتظره صباح كل يوم، سيكون سببا في تعرضه للاعتداء والضرب والجرح وسلب مبلغ مالي جمعه على مدار أسبوع كامل من أصحاب المنازل والسيارات، التي يحرسها، والتي يعرفه أصحابها بنزاهته والثقة التي وضعت فيه. إذ إن أفراد عصابة إجرامية سيقومون بالاعتداء عليه، في جنح الظلام. أوضح المتهمون في اعترافاتهم في محاضر رسمية، بعد مواجهتهم بالضحايا، الذين أصروا على متابعتهم أمام القضاء لرد الاعتبار إليهم وكذا للانتقام من البطش والرعب الذي أدخلوه في قلوبهم وعدم رحمتهم أثناء الاعتداء عليهم رغم التوسلات والاستعطافات التي تقدموا بها للمجرمين، والتي لم تلق آذانا صاغية لحظتها، أن الحارس الليلي أنهم كانوا يراقبون دائما ويمرون من جانبه وهم في حالة سكر طافح. وخلال تلك الليلة، وبعدما لم يتمكنوا من اصطياد أية ضحية أو الحصول على بعض المال، فكروا في القيام بسلبه النقود التي يجمعها من الزبناء والساكنة. حيث قرروا في لحظة وبدون تفكير التوجه مباشرة إليه وإلى المكان الذي يوجد به للاختباء من الأمطار وقسوة الليل، وتقدم أحدهم مدعيا أنه يبحث عن عنوان لإحدى الدور بنفس الحي، ولحظة مباشرته الحديث مع الشخص الذي كان يحاول إخفاء ملامحه، خرج اثنان من المجرمين وانهالوا عليه جميعا بالضرب والجرح بواسطة سكين كان يحمله أحدهم، ولحظة إحساسه بأنه وقع في فخ ومصيدة نصبت له بإتقان من طرف أفراد العصابة، سلمهم 300 درهم التي كانت بحوزته، طالبا منهم عدم الاعتداء عليه باعتبار أنه رب أسرة وأنه فقير مثلهم وأن وضعه الاجتماعي أسوأ من حالتهم. لكن رغبة المجرمين في الحصول على المال بأية طريقة لم تشفع له، وهم الذين كانوا يعملون على سبه وشتم أسرته وعدم الاكتراث باستعطافه لهم. فنفذوا عمليتهم الإجرامية ولاذوا بالفرار في أزقة الحي، وتركوا الحارس الليلي مصابا بجروح على مستوى كتفه ووجهه من جراء الضربات التي كان يتلقاها من طرفهم بواسطة السلاح الأبيض الذي لم يكن يفارقهم ليلا ونهارا.