اقتحم المعطلون التابعون ل«مجموعة المصير» في تزنيت، عشية الجمعة الماضي، فضاء المسبح البلدي الذي احتضن الدورة الرابعة لملتقى الطالب، بحضور عدد كبير من التلاميذ وعشرات المؤسسات العارضة في القطاعين العام والخاص. وقد رفع المعطلون شعارات منددة بظاهرة العطالة المستشرية في صفوفهم، كما وجهوا رسائل مشفرة ومباشرة للمسؤولين الترابيين والتربويين ورسائل أخرى للتلاميذ والطلبة الحاضرين بعين المكان، مفادها أن مصير الشواهد التي سيحصلون عليها، بعد سنوات من التحصيل الدراسي، سيكون هو البطالة والخروج إلى الشارع للتظاهر. ورغم التقدم الحاصل في عدد المؤسسات المشاركة والتطور الملاحَظ في مستوى الإعداد والتنظيم، فإن تظاهرة هذه السنة لم تحظ بافتتاح رسمي، على غرار الدورات السابقة، حيث لم يحضر عامل الإقليم والوفد المرافق له، فاكتفى المنظمون باستقبال رئيس المجلس البلدي وباشا المدينة والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية وبعض ممثلي الهيآت الموازية لقطاع التربية الوطنية والشركاء الاجتماعيين. وأرجعت مصادر متعددة أسباب ذلك إلى وجود تخوفات مسبقة لدى العمالة من اقتحام المعطلين المسبح البلدي أثناء تواجد الوفد الرسمي فيه، خاصة أن العمالة لم تكلف نفسها عناء إرسال كاتبها العام إلى تظاهرة من هذا الحجم يستفيد منها الآلاف من أبناء المدينة والإقليم والمئات من الآباء والأمهات، فيما أرجعت مصادر أخرى أسباب عدم حضور الوفد الرسمي لالتزامات طارئة لدى المسؤول الإقليمي الأول عن الإقليم، حالت دون حضوره أشغال الملتقى. وكانت «المساء» قد وجهت سؤالا للمنظمين بخصوص مخاوفهم المحتمَلة من اقتحام المعطلين فضاء الملتقى، لكن المتحدث في الندوة الصحافية المنظمة بمقر النيابة الإقليمية قبل يومين من افتتاح التظاهرة، قلل من أهمية الموضوع، وقال إنهم ناقشوا الأمر في اللقاءات التنسيقية مع العمالة وتلقوا تطمينات من الكاتب العام للعمالة بعدم حدوث أي شيء من هذا القبيل، كما أكدوا أنهم برمجوا الملتقى قبل ظهور أجواء الاحتقان الحالية في المدينة. وفي الوقت الذي استنكر المنظمون عملية الاقتحام التي نفذها العشرات من المعطلين، أوضحت «مجموعة المصير» أن الهدف من تحركها الاحتجاجي الجديد يكمن في توجيه رسالة للمستفيدين، ضمّنوها في شعار رددوه عدة مرات قرب أروقة الملتقى حول المصير المجهول للشواهد المحصل عليها ورسالة للقائمين على شؤون التربية والتكوين، يستنكرون خلالها تجاهل توظيف الكفاءات رغم الخصاص الحاصل لديهم في الموارد البشرية. وارتباطا بالموضوع، أوضح المنظمون أن الأهداف التي رسموها للملتقى الرابع تحققت بنسبة كبيرة، رغم الحدث الاستثنائي الذي وقع في حفل الافتتاح، وخاصة منها تلك التي تتعلق بتعرف التلاميذ على أهم المؤسسات الجامعية بعد الباكلوريا وخلق فضاء تواصلي بين المؤسسات الجامعية والتلاميذ، وترتبط بتنظيم ندوات وورشات لفائدة التلاميذ حول التوجيه، فضلا على مساعدتهم على التوجيه الأمثل والتنشيط التربوي والثقافي للمدينة وخلق فرص متنوعة للتلاميذ قصد الاختيار الملائم لِما بعد الباكلوريا والاطلاع على مستجدات الشُّعَب والمسالك التربوية واعتبارا للأهمية القصوى التي يلعبها التوجيه التربوي في الاختيار السليم للتلميذ وفق ما يناسب قدراته وتطلعاته المستقبلية، وأوضحوا أن الهدف الأكبر للتظاهرة قد تحقق بعد إطلاع التلاميذ على جديد المعاهد والمدارس العليا وعموم المسالك الدراسية في الجامعات المغربية. يذكر أن أزيد من 03 أستاذا باحثا شاركوا في الدورة الرابعة لملتقى الطالب، فيما توقع المنظمون زيارة ما يزيد على 8 آلاف زائر من التلاميذ والمهتمين، وهو توقع يزيد على العدد الذي زار الملتقى خلال السنة الماضية بحوالي ألفي زائر إضافيين.