انطلق شباب وشابات تنسيقية وجدة لحركة 20 فبراير مدعمين بفعاليات نقابية وسياسية وحقوقية ومواطنين، في حدود الساعة الرابعة من مساء يوم الأحد 8 ماي 2011، في مسيرة حاشدة جابت شوارع المدينة واستقرت أمام محكمة الاستئناف، بعد أن نفذوا وقفة احتجاجية بساحة 16 غشت أمام مقر قصر البلدية بشارع محمد الخامس في مدينة وجدة، استجابة لنداء الحركة الفيسبوكية الشبابية الداعي إلى تنظيم وقفات وتظاهرات ومسيرات احتجاجية للتذكير بمطالب الحركة الشبابية المطالبة بإصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية، ومن أجل إرساء الديمقراطية والحرية والكرامة والمطالبة كذلك بإسقاط رؤوس الاستبداد والفساد، وإسقاط حكومة الفاسي ولجنة المنوني الاستشارية المكلفة بإعداد الدستور. وصدحت حناجر الشباب، الذين فاق عددهم 1500 متظاهر، خلال الوقفة الاحتجاجية الصاخبة والمسيرة الحاشدة التي انطلقت من عين المكان وجابت شارع محمد الخامس وشارع محمد الدرفوفي قبل أن تستقر أمام محكمة الاستئناف، لمدة أكثر من ثلاث ساعات، بشعارات منددة بالعملية الإجرامية والإرهابية التي شهدتها مدينة مراكش يوم الخميس 28 أبريل الماضي مؤكدين في ذات الوقت على أنهم سائرون في نضالاتهم التي قرروها وخططهم التي رسموها من أجل تحقيق مطالبهم المنادية بالإصلاحات المعلنة عنها بوضوح خلال التظاهرات السابقة، شعارات مثل «باراكا ديباناج المانوني ديكاج ديكاج» و«ما فيه خوف ما فيه خوف والجماهير كلاشنيكوف» و«من وجدة طْلَع قرار، حكام العرب أصفار»، كما حيا شباب 20 فبراير الصحافي رشيد نيني مدير جريدة «المساء» المعتقل وطالبوا بالإفراج عنه مرددين شعار «لا خطوط في الصحافة لا خضرا ولا حمرا»، وحرية الإعلام وحرية الرأي، وبالإفراج عن المدوّن العوني وباقي المعتقلين.. وكما في السابق، سجلت المسيرة الحاشدة والغاضبة التي التحق بها جمهور غفير من المواطنين يتقدمهم بعض المعاقين فوق كراسيهم المتحركة، وقفات احتجاجية عند بعض النقط مكان تواجد بعض المؤسسات العمومية من مقر البلدية وولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنجاد أو مقر حزب الأصالة والمعاصرة ومؤسسة القناة الثانية والمكتب الوطني للكهرباء وولاية أمن وجدة ومحكمة الاستئناف، ورددوا شعارات إدانة خدمات كلّ مؤسسة على حدة. وفي الأخير وقبل فض الحشد، ألقيت كلمة التظاهرة تمحورت مضامينها حول الإصلاحات السياسية والدستورية والمطالب الاجتماعية تتمثل في ملكية برلمانية «السيادة الشعبية هي أساس الحرية»، وإقرار دستور ديمقراطي شعبي «دساتير ممنوحة في المزابل مليوحة» وإسقاط الحكومة وحلّ البرلمان ومحاربة الفساد والرشوة وتزوير الانتخابات وهدر المال العام وإلغاء المهرجانات واعتقال المفسدين والمستبدين، كما طالبت بتوزيع الثروات توزيعا عادلا وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين... شارك في الوقفة الاحتجاجية والمسيرة الحاشدة، والتي مرت في أجواء من المسؤولية وحسن التأطير والتنظيم. حيث تكلف المشرفون من لجنة الدعم على تنظيم حركة السير ومراقبة الدخلاء، إلى جانب شباب الحركة 20 فبراير الفيسبوكية الشبابية والتنسيقية المحلية لمناهضة غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية وحزبي اليسار الموحد والنهج الديمقراطي والطليعة والجمعيات الحقوقية وبعض فعاليات المجتمع المدني وبعض أعضاء جماعة العدل والإحسان وشبابه وعضواته، كما تتبع وراقب الوقفة والمسيرة، من بعيد وبطريقة محتشمة، عدد من رجال الأمن بالزي المدني. لا بدّ من الإشارة إلى أنه غير بعيد عن حشد حركة 20 فبراير، وفي نفس المكان ونفس الوقت، نظمت تنسيقية شباب وجدة وقفة ومسيرة احتجاجيتين تحت شعار «معا ضد مهرجان الراي بوجدة» لإلغاء المهرجان.