أكد وزير الداخلية الطيب الشرقاوي، يوم أمس الجمعة، أن المصالح الأمنية المغربية تمكنت أخيرا من اعتقال منفذي تفجيرات مقهى «أركانة» في مدينة مراكش، بعد تحريات دقيقة ومكثفة قامت بها مديرية مراقبة التراب الوطني، ويتعلق الأمر بثلاثة أشخاص مغاربة مشتبه فيهم، بينهم المشتبه في كونه المنفذ الرئيسي للعملية التي أودت ب16 قتيلا وخلفت 21 جريحا يوم 28 أبريل الماضي. وقال الطيب الشرقاوي، في ندوة صحافية نظمت أمس في مقر وزارة الداخلية، إن الشخص المشتبه في كونه الرأس المدبرة للعملية مواطن مغربي ينحدر من مدينة آسفي، مشبع بالفكر الجهادي ويعلن إيمانه بأفكار تنظيم «القاعدة»، وسبق له أن حاول في مرات سابقة الالتحاق ببعض بؤر التوتر في العالم، وخاصة الشيشان والعراق، لكن المصالح الأمنية البرتغالية اعتقلته عام 2004 عندما كان يريد الالتحاق بالشيشان، وفي عام 2007 اعتقلته المصالح الأمنية السورية عندما كان يريد دخول العراق وسلمته إلى المغرب. وأضاف الشرقاوي أن المشتبه فيه الرئيسي اشتغل بعد ذلك في ميناء مدينة آسفي، بهدف البحث عن طريقة للالتحاق بإحدى بؤر التوتر. وخلال عمله هناك، ربط علاقة بالشخصين الآخرين، المشتبه فيهما، واللذين يقاسمانه نفس الإعجاب بأفكار تنظيم «القاعدة». وأوضح المسؤول أن الثلاثة حاولوا الالتحاق بالعراق عام 2008 عبر ليبيا، لكن المصالح الليبية اعتقلتهم في شهر غشت من نفس السنة وقامت بترحيلهم نحو المغرب. وأشار الطيب الشرقاوي إلى أن المشتبه فيه الرئيسي فكر، بعد فشل جميع محاولاته الالتحاق بأي منطقة توتر، تنفيذ عمليات داخل المغرب، واطلع قبل ستة أشهر من تنفيذ العملية، في مواقع على الأنترنيت تابعة للجهاديين، على طرق صنع المتفجرات، واشترى المواد اللازمة لصنعها وقام بصنع عبوتين أودعهما بمسكن عائلته في آسفي، وقام بإحداث تغييرات في هاتفه النقال بحيث يتمكن بواسطته من تفجير العبوتين عن بعد. وقبل شهر من تنفيذ عملية مقهى «أركانة»، قام بزيارة مقهى آخر بمراكش لتنفيذ العملية داخله، لكنه غير هدفه بعدما لاحظ أن مقهى «أركانة» يقصده العديد من السياح الأجانب. ويوم 28 أبريل الماضي، زار المقهى المذكور كأي زبون عادي، ثم غادره تاركا خلفه العبوتين. وبعد أن ابتعد عن المقهى، قام بتفجيرهما باستعمال هاتفه النقال. وكشف وزير الداخلية أن المحققين عثروا خلال التحريات الأولية التي قاموا بها على بقايا المواد المتفجرة وبعض الأدوات التي تم التخلص منها بعد تنفيذ العمل الإرهابي، وأن الأشخاص المشتبه فيهم سيتم تقديمهم أمام العدالة بعد إتمام البحث الجاري تحت إشراف النيابة العامة.