... ويسقط إرهابي مراكش أعلنت السلطات المغربية أمس، عن اعتقال ثلاثة أشخاص يشتبه في تورطهم في التفجير الإرهابي الذي عرفته مراكش يوم 28 أبريل الماضي، منهم المنفذ الرئيسي للاعتداء واثنين من معاونيه، بمدينة آسفي، بينما لا يزال البحث متواصلا ممن أجل التوصل إلى شركاء محتملين للمعتقلين الثلاثة. وكشف وزير الداخلية، مولاي الطيب الشرقاوي، في ندوة صحفية أمس بالرباط، أن اعتقال الأشخاص الثلاثة المشتبه في تورطهم في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقهى «أركانة» بساحة جامع الفنا بمدينة مراكش الأسبوع الماضي، جاء بعد التحريات الدقيقة والمعمقة التي قامت بها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وأعلن وزير الداخلية أن المعتقلين الثلاثة كلهم من جنسية مغربية، من بينهم العقل المدبر للعملية، وهو متشبع بالفكر بالجهادي ولا يخفي ولاءه لتنظيم القاعدة. مبرزا أن المعني بالأمر حاول أكثر من مرة، التوجه إلى مناطق التوتر في العالم، خصوصا العراق والشيشان للانضمام إلى المقاتلين، إلا أن محاولاته باءت بالفشل. وأكد وزير الداخلية أن المشتبه فيه الرئيسي الذي يعتبر العقل المدبر للعملية، سبق أن تم توقيفه لمناسبتين، أثناء محاولاته اليائسة الالتحاق بمقاتلين في العراق، المناسبة الأولى كانت بالبرتغال في العام 2004، والثانية كانت بسوريا في العام 2007، قبل أن يتم ترحيله إلى المغرب. بالإضافة إلى قيامه بمحاولة ثالثة فيما بعد عن طريق ليبيا في العام 2008، حيث ألقي عليه فيها القبض وتم ترحيله إلى المغرب. ولم يكشف الطيب الشرقاوي ما إذا كان هذا الشخص قد سبق أن أمضى عقوبة حبسية أو حوكم في إطار مكافحة الإرهاب. غير أنه أشار إلى أن محاولاته المتكررة والفاشلة للالتحاق بأحد مناطق التوتر في العالم لم تثنه عن تنفيذ مشروعه الإرهابي. وأمام فشال كل محاولاته الانضمام إلى تنظيم القاعدة التي لا يخفي ولاءه إليها وإعجابه بها، قرر تنفيذ مشروعه الإرهابي بأرض الوطن، على حد تعبير وزير الداخلية، انطلاقا من أفكاره الجهادية التي يؤمن بها. حيث تمكن من الحصول على عمل بميناء آسفي، ومن ثم ربط علاقات متينة مع المشتبه فيهما الآخرين اللذان اعتقلا معه من أجل التخطيط لعمل إجرامي بالمغرب. وقال الطيب الشرقاوي، إن العقل المدبر لاعتداء مراكش، الذي خلق 16 قتيلا و21 جريحا، لجأ إلى استعمال شبكة الأنترنيت، وتمكن من اكتساب خبرة واسعة في صنع المتفجرات وطريقة التحكم في تفجيرها عن بعد، من خلال إطلاعه على المواقع العديدة في هذا المجال. وأضاف وزير الداخلية أن المشتبه فيه الرئيسي، بعد أن اكتسب خبرته، اقتنى مواد مختلفة تدخل في صناعة المتفجرات أودعها بمنزل عائلته بمدين آسفي، ثم قام بصنع عبوتين ناسفتين تزنان على التوالي 6 و9 كلغ، وقام بإدخال تعديلات على هاتفه النقال للتمكن من التحكم في تفجيرهما عن بعد، ثم وضع العبوتين في حقيبة وتوجه إلى مدينة مراكش. وقال وزير الداخلية «إن اختيار العقل المدبر لمدينة مراكش لتنفيذ عمليته الإرهابية مرده استقطابها للسياح من جنسيات مختلفة، وكان هدفه في البداية مقهى آخر، إلا أنه لاحظ أن مقهى «أركانة» يتوافد عليها العديد من الزوار المغاربة والأجانب من جنسيات مختلفة عليها. واستطرد وزير الداخلية، أن المعني بالأمر توجه يوم 28 أبريل إلى مقهى «أركانة» كأي زبون، وترك الحقيبة في الطابق الأول، وبعد أن ابتعد عن المكان قام بتفجير العبوتين عن بعد بواسطة تقنية الهاتف النقال. وقد مكنت التحريات الأولية التي قامت بها المصالح الأمنية في عين المكان من العثور على بقايا المواد المتفجرة المستعملة في صنع المتفجرات، وبعض الأدوات التي تم التخلص منها بعد تنفيذ العمل الإرهابي. وفي سياق متصل، قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، في تصريح لإذاعة «فرانس أنفو»، إن «الأجهزة المغربية عملت بانسجام جيد مع زميلاتها الفرنسية ومن جنسيات أخرى». وأضاف أن التحقيق «كان سريعا، أسبوع واحد، كانت هناك كاميرات مراقبة لكن الاستخبارات هي خصوصا التي عملت كثيرا وكذلك الشهادات». وأوضح الناصري أن «الحكومة الفرنسية لم تمارس تقريبا أي ضغط، وتصرفت مع الحكومة المغربية والمغرب عموما بأسلوب مثالي». وحول الهدف من وراء العملية الإرهابية، قال الناصري «إن الهدف كان أساسا إلحاق الأذى بالمغرب والسياح الذين يأتون إلى بلد يعتقدون أنه ينعم بالسلام والطمأنينة». غير أن الناصري أبدى حذرا بشأن احتمال إجراء اعتقالات أخرى، وقال «هذا ليس مستحيلا لكن لا شيء يوحي بذلك».