يبدو أن ساعة الحقيقة قد اقتربت، وأن مصير منفذي تفجيرات «أركانة» بمراكش قد أصبح قاب قوسين، من السقوط في شباك المصالح الأمنية المشرفة على التحقيقات، بعد أن أكد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، أول أمس الأربعاء، أن بحوزة السلطات الفرنسية معلومات ستقود إلى التعرف على اثنين من المشتبه في تورطهم في الحادث الإرهابي الذي كانت ساحة جامع الفنا الشهيرة مسرحا له، والذي أدى إلى مقتل 16 شخصا وإصابة 21 آخرين. وأوضح جوبيه خلال جلسة استماع في لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية، أن التحقيق لا زال «مستمرا حتى الآن»، إذ لا زال المحققون المغاربة والاسبان والفرنسيون يجرون تحقيقاتهم للتوصل إلى الجهة التي تقف وراء تفجيرات المقهى الشهيرة. وأضاف المسؤول الفرنسي أن «المعلومات التي في حوزتي، تفيد بأن التحقيق يحرز تقدما، ويبدو أنه تم التعرف على اثنين من المشتبه فيهم المحتملين». وأشار جوبيه إلى أن الفرنسيين «لم يكونوا مستهدفين بصفة خاصة في هذا الاعتداء»، مؤكدا أن «هذه التحركات الإرهابية تسعى عموما إلى تقويض اقتصاد البلاد واقتصاد البلاد يعيش على السياحة في القسم الأكبر منه». وفي موضوع ذي صلة قال جمال دبوز، أشهر كوميدي فرنسي من أصل مغربي، إنه مصدوم جدا من هول العملية الإرهابية التي ضربت ساحة جامع الفنا في مراكش، مضيفا في لقاء صحفي خاص مع إذاعة «أوربا1» الفرنسية، أنه انهار كليا لدى سماعه خبر التفجير الذي ضرب مقهى أركانة وسط أشهر ساحة مصنفة تراثا شفويا عالميا. وأضاف الدبوز خلال حديثه لإذاعة «أوربا 1» الذي نقلته المجلة الفرنسية الشهيرة «باري ماتش» في عددها الصادر أمس الخميس، أن مقهى أركانة هو المكان المفضل لديه والذي يرتاده باستمرار ويدخل ضمن عاداته اليومية خلال زياراته المتكررة للمدينة الحمراء، مضيفا قوله: «أزور أركانة باستمرار... وهنا آتي دوما برفقة أصدقائي الكثر». وكشف أشهر كوميدي فرنسي من أصل مغربي أن شقيقه كان موجودا في مقهى أركانة يحتسي الشاي صباح يوم العملية الإرهابية، وأنه غادر المقهى ربع ساعة فقط قبل أن يسمع دوي الانفجار، مضيفا أن المقهى كان مكانا مفضلا لأفراد عائلته ولأصدقائه من المشهد الفني الفرنسي الذين كانوا يزورون المغرب ومراكش في الكثير من المناسبات. وقال جمال دبوز، الذي اعتاد على تنظيم مهرجان دولي للفكاهة والسخرية في مراكش بمشاركة أشهر الفنانين الصاعدين، إنه ذعر وانهار بمجرد سماعه خبر العملية الإرهابية التي ضربت مراكش، مضيفا في حديثه إلى إذاعة «أوربا 1» أنه لا توجد كلمات للتعبير عن هول ما حدث. واعتبر دبوز أنه من الصعب أن نحارب أشخاصا غير مرئيين ومجهولي الهوية ممن نفذوا عملية مراكش الإرهابية، لأن هؤلاء هم أعداء بصفة جبناء وخونة يختفون ليضربوا ويقتلوا، وليس هناك في اعتقادي، يضيف، أي حل لذلك سوى الإصرار على الاستمرار في الحياة والتشبث بها، حسب قوله. وأشار جمال دبوز، 35 سنة، أنه لا يجب في الظرف الحالي على المغاربة أن يسلموا بالإرهاب، وأن عليهم أن يقاوموا الخوف الذي يريد الإرهابيون زرعه في نفوس المغاربة، وأن يواجهوه ويشقوا طريقهم نحو المستقبل، كما لو أن لا شيء وقع. وقد وجه جمال دبوز في معرض حديثه لإذاعة «أوربا1» نداء إلى الفرنسيين من أجل مساندة المغرب والمغاربة في محنتهم، عبر تكثيف الزيارات السياحية والإنسانية والثقافية لبلده الأصلي، داعيا، في الآن نفسه، إلى عدم الانسياق وراء إلغاء الرحلات السياحية، معتبرا أن الحادث الإرهابي المؤلم لا يجب أن يكون ذريعة لمعاقبة المغرب والمغاربة، على حد قوله.