«انقلب السحر على الساحر» هكذا علق أحد الظرفاء على استطلاع للرأي أنجزه معهد إيفوب حول الضواحي الباريسية، بمبلغ 400 ألف يورو بطلب من الحكومة، وكان مصيره سلة المهملات بعد أن خيبت نتائجه آمالها. الهدف من الاستطلاع قياس آراء شباب الضواحي بشأن الأسباب الكامنة وراء الانتفاضات الاجتماعية، وأهمها انتفاضة 2005 التي استنجدت فيها الحكومة بحالة الطوارئ، وسبل معالجتها. وقد طرحت نفس الأسئلة على عينتين، الأولى تهم الأحياء الداخلية الصعبة والثانية الضواحي المهمشة. وكانت النتائج أن من بين الأسباب الرئيسية لتصاعد العنف في هذه الأحياء، البطالة بالنسبة إلى 63 في المائة من سكان الضواحي والتهميش والإقصاء بالنسبة إلى 71 في المائة من المقيمين في الأحياء الباريسية الصعبة. وجاء انعدام الأمن والعصابات المنظمة والمخدرات في مؤخرة الأسباب بنسبة لا تفوق 30 في المائة، مما أغضب محيط الرئيس ساركوزي الذي كان يراهن على هذه العوامل لتبرير سياسته المتشددة. وعن تقاسم المسؤوليات في ما يخص أحداث العنف، لم تصدق الحكومة نتيجة الاستطلاع التي وضعها في المقدمة بنسبة 82 في المائة، قبل الآباء 12 في المائة، ووسائل الإعلام 2 في المائة والباقي بدون رأي.