يُرتقَب أن تشهد مقاطعة طنجة المدينة، اليوم، تنافسا محموما بين مرشحَيْن قويين على رئاسة المقاطعة، ينتمي أحدهما إلى حزب العدالة والتنمية والآخر إلى «الاتحاد الدستوري»، وهو تنافس ينتظر أن تحسم فيه أصوات قليلة تأتي من أطراف أخرى بعيدة عن المرشحين. ويتجه مجلس مقاطعة طنجة -المدينة إلى انتخاب رئيس جديد له اليوم، بعد تقديم رئيسه السابق، يوسف بنجلون، استقالته من تدبير شؤون المقاطعة. ويتنافس على مقعد الرئاسة مرشحان، أحدهما نائب للعمدة، وهو يونس الشرقاوي، المنتمي إلى فريق «الاتحاد الدستوري»، والذي منحه العمدة فؤاد العماري، قبل أسابيع قليلة، تفويض التعمير، والثاني هو محمد أفقير، عن فريق «العدالة والتنمية»، وهو النائب الأول للرئيس المستقيل. ويحاول نائب العمدة جمع أكبر عدد من أعضاء المقاطعة من أجل التصويت لصالحه، وقد يتعرض هذه المرة لخيانة أعظم من سابقاتها، لاسيما أن أعضاء محسوبين عليه ينتمون إلى أحزاب محسوبة على المعارضة داخل مجلس المدينة وقد لا يصوتون لفائدته، كما وقع في المرة السابقة. من جهته، يحاول فريق «العدالة والتنمية» داخل مجلس المقاطعة كسب هذا الرهان والفوز برئاسة المقاطعة، الذي يبدو أمرا صعبا، نظرا إلى وجود منافس عنيد. حسابيا، يبدو أن فريق العدالة والتنمية لا يتوفر على أغلبية توصله إلى رئاسة المقاطعة، ذلك أنه يتوفر على 10 مستشارين محسوبين على الحزب، لكنهم يحظون بدعم من الرئيس المستقيل، يوسف بنجلون، الذي يتوفر على خمسة أصوات، كما أن باستطاعته جلب أصوات أخرى للتصويت لفائدة محمد أفقير، مرشح «المصباح». ويبدو أن حزب العدالة والتنمية يعوّل في خوض هذه المعركة على أحزاب مثل «الحركة الشعبية» و«الاستقلال»، وهما الحزبان اللذان انضما إلى المعارضة، إ داخل مجلس المدينة، لى جانب حزب «المصباح». وفي حالة ما إذا «انضبط» أعضاء «الحركة الشعبية» و»الاستقلال» إلى هذا التحالف، الذي يظل تحالفا شفويا دون أن يستند إلى أي وثيقة مرجعية، فإن رئاسة المقاطعة ستذهب إلى «العدالة والتنمية»، أما إن حدثت المفاجأة فإن المقاطعة ستتجه إلى مرشح «الاتحاد الدستوري»، يونس الشرقاوي. وقد يخلق عمدة مدينة طنجة، فؤاد العماري، «المفاجأة» في حالة ما إذا تدخل لدى الأعضاء المحسوبين عليه داخل المقاطعة وحثهم على المطالبة بالتصويت لفائدة مرشح «العدالة والتنمية»، ويكون بذلك قد أعلن عن «حسن نيته» في التعامل مع هذا الحزب، الذي كان يشكل «خطا أحمر» إلى وقت قريب. غير أن العمدة، الذي لم يلعن عن موقف رسمي إزاء عملية انتخاب رئس المقاطعة، ربما يخلق، بدعمه مرشح «العدالة والتنمية»، شرخا داخل مكتبه المسير، الذي يوجد فيه الشرقاوي، وقد تبدأ صراعات أخرى داخل المكتب المسير، الذي ما زال «يبحث عن نفسه» منذ انتخابه منذ ما يزيد على خمسة أشهر.