ألقت فرقة الشرطة القضائية، التابعة لمدينة المضيق، أول أمس، القبض على المتهم وحيد رشيد التمسماني، الذي يعتبر، حسب تقارير استخباراتية وإفادات عدد من المتابعين في المتاجرة في المخدرات على الصعيد الدولي، أحد أباطرة الاتجار الدولي في المخدرات، والذي سبق له أن أدين في السنوات السابقة بتهمة الاتجار الدولي في الحشيش وتهريبه إلى الخارج. ووفق مصادر أمنية، فإن عملية اعتقال التمسماني، الذي كان قيد البحث، تمت بناء على مذكرة صادرة عن الإدارة العامة للأمن الوطني، بعد توصلها بإخبارية من طرف أحد المنتمين إلى الجهاز الأمني، الذي تعرّف عليه خلال توقفه رفقة أحد رفاقه في محطة للبنزين، تعود لبارون المخدرات المعتقل منير الرماش، المحكوم ب20 سنة سجنا نافذا. ووفق المصادر ذاتها، فإن العناصر الأمنية توجهت إلى المكان لتطويقه قبل أن يتم توقيف البارون التمسماني وتفتيش سيارته، التي لم يعثر داخلها على أي شيء. ووفق مذكرة البحث الأخيرة الصادرة في حق رشيد التمسماني، فإن هذا الأخير تم ذكر اسمه في ملف يتعلق بالتجار الدولي في المخدرات، بعد تفكيك مصالح الدرك الملكي في مدينة العرائش شبكة يتزعمها المسمى «بنمسعود». كما تم ذكر اسمه في عملية شحن شحنة من المخدرات تُقدَّر حمولتها بحوالي طن و800 كيلوغرام في ساحل بلدة «تمرنوت»، القريبة من جماعة «أمسا». ويعتبر رشيد وحيد التمسماني، حسب نفس المصادر، «أيقونة» لتهريب المخدرات انطلاقا من شمال المغرب، ابتداء من تسعينيات القرن الماضي، حيث ورد اسمه سنة 1995 ضمن التحقيقات في شبكة الاتجار الدولي في المخدرات، التي كان على رأسها آنذاك كل من «اليخلوفي» و»أحمد بونقوب»، الملقب ب»الديب»، ووحيد رشيد التمسماني و«العلمي أخريف»، قبل أن يتمكن خلال تلك الحملة من الفرار إلى إسبانيا بعد الحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 10 سنوات. وقد أفلت التمسماني حينها من عقوبة مدتها 10 سنوات من السجن، لكنْ بدأت الشكوك تحوم حول «نشاطه» في منطقة «كوسطا ديل صول»، الأندلسية الإسبانية، بتنسيق مع نظيرتها الإيطالية والبريطانية والهولندية، نظرا إلى تشابك أنشطته المشبوهة وتعدد عملائه في هذه الدول. وبعد أن وصل «صيت» التمسماني، «رجل الرياضة»، إلى إيطاليا، تمكَّن من نسج علاقات مشبوهة مع بعض أعضاء المافيا الإيطالية، فكان المدعو «دينو» هو موزع مخدرات التمسماني في العاصمة روما، وكان رجل ثقة رشيد التمسماني في إيطاليا، وهو جابي الأموال والأرباح من عمليات التهريب وبيع المخدرات فوق التراب الإيطالي، تقول التقارير الاستخباراتية، لكن شبكة التمسماني الدولية ستسقط في نونبر 2000، حيث ستلقي عليه السلطات الإسبانية القبض في «كوسطا ديل صول»، وبحوزته ملابس وأحذية وألبسة رياضية، بالإضافة إلى 15 كيلوغراما من الكوكايين وحقيبة ممتلئة بالأموال. بعد ذلك، سيتم تسليم رشيد وحيد التمسماني للسلطات المغربية في سنة 2002، ليقضي عقوبته الحبسية، لكنه تمتع بالعفو الشامل من العقوبات الحبسية التي صدرت في حقه، غيابيا وحضوريا، والمثير في الأمر هو أن خروج التمسماني من السجن تبعه «صيف ساخن» تم فيه القبض على «بين الويدان»، بارون المخدرات في الشمال، لينتهي بعمليات التفكيك الأخيرة التي طالت شبكات تهريب المخدرات في منطقة طنجة والعرائش وتطوان.