استنفرت أربعة صناديق فارغة كانت محملة بمواد متفجرة، عثر عليها بالمنطقة الأمنية العازلة باسا الزاك مؤخرا، المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية والمكتب الخامس وعناصر الدرك الحربي، الذين سارعوا إلى فتح تحقيق موسع مع عناصر التجريدة المغربية الرابضة بالحزام الحدودي لمعرفة مصير تلك المتفجرات. وفي الوقت الذي أحيطت فيه عملية التحقيق بسرية تامة، كشفت مصادر مطلعة بالمنطقة أن الصناديق موضوع التحقيق عبارة عن حاويات كانت تحتوي على متفجرات مصنوعة بجنوب إفريقيا، عثر عليها بداية غشت الجاري مرمية داخل المنطقة العسكرية التابعة للمغوار الخامس للمسيرة الخضراء قطاع حوزة. وحسب المصادر ذاتها، فإن عناصر التجريدة المغربية التي تم إخضاع غالبية أفرادها لعمليات استنطاق موسعة مصحوبة بالتعذيب، ألقوا باللائمة على المهربين الذين يتخذون من هذه المنطقة الحدودية معبرا آمنا لترويج مختلف السلع المهربة من موريتانيا. واستمرت عملية التحقيق لما يزيد على 15 يوما، انصبت، حسب المصادر المشار إليها، حول دواعي وجود تلك الحاويات بهذه المنطقة المحروسة عسكريا، وأن ما تتخوف منه عناصر الدرك الحربي ومفتشو القوات المسلحة الملكية هو إمكانية تسرب تلك المواد، التي لم يعثر لها على أثر إلى حد الآن، إلى التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وخاصة تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بالجزائر، أو جبهة البوليساريو التي تتخذ من منطقة تندوف مقرا لها، علما بأن العناصر التي تنشط في التهريب كانت تقطن بمخيمات الحمادة وانتقلت إلى العيش بشمال موريتانيا عقب وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو نهاية الثمانينات من القرن الماضي. وتعد منطقة شمال موريتانيا إحدى القلاع الحصينة للتهريب الدولي بمنطقة شمال إفريقيا، ومنها تدخل إلى المغرب مختلف السلع المهربة، خاصة السجائر والأثواب وبعض المواد الغذائية كالأرز والحليب. وقد جاء اكتشاف هذه الحاويات الأربع عقب حملة تفتيش مفاجئة قامت بها عناصر المكتب الخامس، الذي يشرف عليه الجنرال عروب، بناء على معلومات توصل بها المكتب تشير إلى تواطؤ بعض جنود وضباط التجريدة المغربية الرابضة بالحزام الأمني بقطاع حوزة وبئر كندوز مع المهربين، مما أضحت معه هذه المناطق العسكرية أماكن عبور آمنة لمختلف الأنشطة المرتبطة بالتهريب.