قام الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل، بعد ظهر أول أمس السبت، بزيارة لمستشفى ابن طفيل والمستشفى العسكري ابن سينا في مراكش، حيث تفقد أحوال الجرحى ضحايا الاعتداء الإجرامي الذي استهدف، يوم الخميس الماضي، مقهى «أركانة» في ساحة جامع الفنا بمراكش. وقد اطمأن الملك على الحالة الصحية للمصابين، الذين يتلقون العلاج في مختلف المصالح الطبية بالمستشفيين، واستفسر عن الإجراءات التي يتم اتخاذها لضمان علاجهم في أحسن الظروف. ويستقبل مستشفى ابن طفيل حاليا سبعة مصابين (مغربيين وخمسة فرنسيين)، فيما يرقد بالمستشفى العسكري ابن سينا خمسة جرحى (هولنديان وفرنسيان ومغربي واحد). وقد تمت تعبئة كل الإمكانيات الطبية واللوجستيكية للتكفل بالجرحى والعناية بوضعيتهم الصحية، كما تم خلق خلية لاستقبال أقارب وعائلات الضحايا لإعطائهم كافة المعلومات المتوفرة ودعمهم نفسيا بطاقم طبي متخصص. وكان الملك محمد السادس قد أصدر تعليماته إلى وزيري الداخلية والعدل كي تقوم السلطات المختصة بفتح تحقيق قضائي لتحديد أسباب وملابسات هذا الانفجار الإجرامي. وأصدر الملك أيضا أوامره لوزيرة الصحة بالحرص على إحاطة الجرحى، ضحايا الانفجار، بكل وسائل العناية الطبية والإنسانية. كما عبر عن صادق تعازيه ومواساته لأسر ضحايا الانفجار الإجرامي، معلنا عن قراره التكفل بلوازم دفنهم ومآتم عزائهم. وقبل هذه الجولة بين مستشفى ابن طفيل والمستشفى العسكري ابن سينا، قام الملك محمد السادس، مرفوقا بالأمير مولاي إسماعيل دائما، بزيارة لموقع الاعتداء الإجرامي الذي استهدف مقهى «أركانة» في ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش وأسفر عن مقتل 16 شخصا وجرح 25 آخرين. وكان الملك محمد السادس قد أدان العمل الإجرامي الذي استهدف مقهى «أركانة» وراح ضحيته عدد من الأبرياء، كما شجب، بكل قوة، ما استهدف مدينة مراكش العريقة، رمز التعايش بين الأديان والحضارات. وأكد الملك أن مثل هذا العدوان الإجرامي الجبان، الذي يتنافى مع القيم الإنسانية المثلى لاحترام الحق المقدس في الحياة والتسامح والحرية والسلم، التي يتشبع بها الشعب المغربي، لن ينال من عزم المغرب، ملكا وشعبا، على أن يظل بلد الطمأنينة والاستقرار والملتقى الآمن لكل الشعوب والثقافات، ولن يزيد المغاربة إلا إصرارا على التصدي لكل من تسول له نفسه المساس بالنموذج الذي ارتضاه الملك للبلاد في ترسيخ التطور الديمقراطي والتنموي، والتضامن مع المجتمع الدولي في مكافحة كل أشكال الإجرام والعدوان والإرهاب. وكان الاعتداء الإجرامي، الذي وقع يوم الخميس الأخير بمقهى «أركانة» في ساحة جامع الفنا بمراكش، قد أسفر عن مقتل 16 شخصا، من بينهم مغربيان و14 أجنبيا، وجرح 25 شخصا.