سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قوات الأمن تخلي الشقق التابعة ل«العمران» من محتليها وتعتقل 18 شخصا في أحداث شغب في أنزا العليا بعد مفاوضات قادها المدير العام للشركة مع مجموعات المحتجين
تمكنت قوات الأمن، مساء أول أمس الثلاثاء، من إخلاء الشقق التابعة ل«العمران» والمتواجدة بحي «تدارت» (أنزا العليا) والتي تم الاستيلاء عليها من طرف بعض ضحايا دور الصفيح، الذين لم يستفيدوا من برنامج إعادة الإيواء، حيث شهدت المنطقة المحيطة بالعمارات التابعة ل«العمران» إنزالا أمنيا مكثفا، حيث تم الدخول إلى العمارات لإخراج الأفراد الذين اقتحموها حوالي الثانية عشرة بعد الزوال، إذ عمد مجموعة من الشباب إلى تكسير الأقفال وأبواب الشقق والعمارات والاستيلاء عليها. وقد عاينت «المساء» حضور الرئيس المدير العام لشركة «العمران» وبعض مرافقيه حوالي الساعة الواحدة من زوال يوم الثلاثاء، حيث عاينوا الشقق التي تم اقتحامها بحضور المقاول المشرف على المشروع ودخل في نقاشات مع بعض الشباب والنساء الذين كانوا حاضرين ساعتها، وبدأ المدير العام يستمع إلى مطالب المعنيين كأنه يسمعها لأول مرة، الأمر الذي أثار حفيظة بعض النساء اللواتي استنكرن مقترحه من أجل تشكيل لجنة، إذ صرخت إحدى النساء قائلة إن «المتضررين تعبوا من كثرة اللجن التي لم تقدم ولم تؤخر في ملفهم شيئا منذ سنوات». وبعد نقاشات لم تخْلُ من صخب، اضطر الرئيس المدير العام لشركة «العمران» إلى الانسحاب، رفقة معاونيه، ليستمر الشباب في اقتحام الشقق التي كانت مهيأة للسكن منذ مدة، وأثناء هذا الاقتحام، نبَّه بعض أعضاء الوفد المرافق للمدير العام ل»العمران» بعض المحتجين إلى أن الشقق التي اقتحموها لا تخصهم وأن الشقق التي تخصهم توجد في الطرف الآخر من المنطقة التي أقيم فيها هذا المشروع السكني، غير أن جميع تصريحات الوفد جوبهت بالاحتجاج وبغضب عارم من طرف الشباب والنساء الذين حجوا إلى المكان للظفر ب«شقة». وقد علمت «المساء» أنه في تلك الأثناء كانت ولاية الأمن في أكادير تحتضن لقاء أمنيا موسعا للتحضير لإخلاء هذه الشقق وإعادة الوضع إلى سابق عهده، وهو الأمر الذي تم تنفيذه حوالي الساعة الرابعة من زوال نفس اليوم، حيث حجت مختلف أجهزة الأمن، من قوات مكافحة الشغب والقوات المساعدة والإطفاء ليتم تطويق المنطقة ومطاردة المقتحمين، ليتم اعتقال 18 شابا، بعد أن عمت حالة من الفوضى أطراف العمارات المتواجدة في المنطقة، إذ تم رشق قوات الأمن بالحجارة. وبعد حوالي ثلاث ساعات من المطاردة، تم اعتقال مجموعة من الشباب وإحالتهم على الشرطة القضائية في أكادير للتحقيق معهم على خلفية أعمال الشغب التي ارتكبوها ليتم إخلاء سبيل 13 منهم والإبقاء على خمسة لتقديمهم للعدالة. وقد تجمعت في الأثناء عائلات المعتقلين الذين كانوا مؤزرين من مناضلي حركة 20 فبراير الذين قرروا الاعتصام أمام ولاية الأمن إلى حين إطلاق سراح بقية المعتقلين. وبعد سلسلة من الحوارات بين الجهات الأمنية وأعضاء من حركة 20 فبراير، تم الإعلان عن أن المعتقلين الخمسة سيتم تقديمهم للمحاكمة صباح يوم الأربعاء وأعطى بعض المسؤولين الأمنيين تطمينات للأسر وأعضاء الحركة بأن يتم إطلاق سراحهم في حدود الساعة الثانية عشرة زوالا من نفس اليوم، ليقرر المعتصمون أمام ولاية الأمن رفع الاعتصام في حدود الساعة الحادية عشرة من ليلة الثلاثاء.