قررت الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف في القنيطرة، الأربعاء المنصرم، إدانة المتهم بارتكاب مذبحة القنيطرة، في الواحد والعشرين من نونبر من السنة المنصرمة، أسفرت عن مقتل فتاة في مقتبل العمر، وإصابة كل من شقيقها وأمهما بجروح خطيرة، والحكم عليه من أجل المنسوب إليه. وقضت هيئة الحكم في حق الظنين «محمد ع»، البالغ من العمر 22 سنة، والمتابع في حالة اعتقال، بالسجن مدى الحياة، وأداء ما قدره 10 آلاف درهم كتعويض لأب الضحية، ومبلغ 80 ألف درهم لأمها، و30 ألف درهم لشقيقها الذي كان قد أصيب هو الآخر في هذا الحادث بجروح خطيرة كادت تودي بحياته. وكانت النيابة العامة لدى استئنافية القنيطرة قد التمست في وقت سابق متابعة المتهم من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والضرب والجرح العمدين بواسطة السلاح والسرقة الموصوفة. تفاصيل هذه القضية، التي اهتزت لها المدينة وحظيت باهتمام بالغ من قبل الرأي العام المحلي، انطلقت، وفق ما جاء في محاضر الضابطة القضائية، حينما قرر «محمد» ذبح مشغلته «ف.ح»، البالغة من العمر 47 سنة، وابنيها «ك. غ» ذي ال20 سنة، و«ع. ص» (14 سنة) انتقاما منهم جراء الممارسات المهينة التي قال إنه يتعرض لها من قبل المذكورين، وإجباره على القيام بأعمال منزلية مهينة لا تليق به كرجل، وكذا تعريضه لوابل من السب والشتم والقذف بكلمات نابية أثناء رفضه القيام بتلك الأعمال، وهو ما ولد بداخله إحساسا بالغضب الشديد تطور إلى حقد دفين تجاه مشغلته وابنيها، قبل أن يقرر في قرارة نفسه الانتقام منهم جميعا عن طريق قتلهم والاستيلاء بعد ذلك على مجموعة من الحلي الذهبية، التي تحتفظ بها الأم بغرفة نومها، ومن ثم الفرار إلى مدينة الشاون للاستقرار النهائي، وهو المخطط الذي لم يفلح في تنفيذه بدقة، بفعل المقاومة التي أبداها الابن الأصغر، دفاعا عن أخته التي كان المتهم قد هوى عليها بمديته جهة العنق، ليرديها قتيلة في الحال. المتهم، وبعد انكشاف أمره، فر إلى مسقط رأسه بدوار «أولاد الطالب» جماعة «الحدادة» أحواز القنيطرة، حيث ظل متواريا عن الأنظار إلى أن ألقت عناصر فرقة محاربة العصابات القبض عليه، بعد توصلها بمعلومات مؤكدة من أحد المخبرين تفيد بوجود المبحوث عنه متخفيا بالقرب من مسكنه.