تشرع الغرفة الجنائية الابتدائية في محكمة الاستئناف في القنيطرة، اليوم الأربعاء، في مناقشة ملف المتهم بارتكاب مذبحة القنيطرة، في ال21 من نونبر من السنة المنصرمة، والتي أسفرت عن مقتل فتاة في مقتبل العمر وإصابة كل من شقيقها وأمهما بجروح خطيرة. وكان الأستاذ المصطفى هميد، قاضي التحقيق في نفس المحكمة، قد أنهى في وقت سابق جلسات الاستنطاق التفصيلي مع الظنين «محمد ع.»، (22 سنة) الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المحلي، بعدما استمع إلى شهادة الضحيتين اللذين نجيا من الموت بأعجوبة، وإفادتهما بخصوص الجريمة موضوع التحقيق. والتمس محمد المرزوكي، الوكيل العام للملك لدى استئنافية القنيطرة، متابعة المتهم من أجل القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ومحاولة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح والسرقة الموصوفة. وكان مقررا أن تنظر المحكمة في هذه القضية قبل أسبوعين، لكنها قررت تأجيلها، استجابة لملتمس إعداد الدفاع. وقد انطلقت تفاصيل هذه القضية، التي اهتزت لها المدينة وحظيت باهتمام بالغ من قبل الرأي العام المحلي، وفق ما جاء في محاضر الضابطة القضائية، حينما قرر «محمد» ذبح مشغلته «ف. ح.» (47 سنة) وابنيها «ك. غ.»، (20 سنة) و«ع. ص».، 14 سنة، انتقاما منهم جراء الممارسات المهينة التي قال بأنه يتعرض لها من قبل المذكورين وإجباره على القيام بأعمال منزلية مهينة لا تليق به كرجل، وكذا تعريضه لوابل من السب والشتم والقذف بكلمات نابية أثناء رفضه القيام بتلك الأعمال، وهو ما ولد بداخله إحساسا بالغضب الشديد تطور إلى حقد دفين تجاه مشغلته وابنيها، قبل أن يقرر في قرارة نفسه الانتقام منهم جميعا عن طريق قتلهم والاستيلاء بعد ذلك على مجموعة من الحلي الذهبية التي تحتفظ بها الأم في غرفة نومها، ومن ثم الفرار إلى مدينة الشاون للاستقرار النهائي فيها. كانت الساعة تشير إلى الواحدة من صباح يوم وقوع الجريمة، حينما انتهى الجميع من تناول وجبة العشاء في بهو المنزل واتجه كل واحد نحو غرفته قصد الخلود إلى النوم، بمن فيهم الظنين الذي كان ينام رفقة الابن في البهو سالف الذكر. وبعد مرور ساعة تقريبا، تسلل المتهم إلى المطبخ فأخذ مدية دسها تحت سريره، وفي حدود الثالثة والنصف صباحا، شرع في تنفيذ مخططه الإجرامي، حيث قام أولا بذبح الابن «ع.»، لتفادي مقاومته له، بحكم بنيته الجسمانية القوية، ثم توجه صوب غرفة الضحية «ك.» فاستغل نومها ليهوي على عنقها بمديته، لكن هذه الأخيرة وقفت وصاحت بأعلى صوتها طالبة النجدة، ليتدخل الابن المصاب مجددا للدفاع عن أخته، حيث حاول إسقاط المتهم لكنه لم يفلح في ذلك بعدما أصيب بجروح بليغة في البطن واليد، لتستيقظ الأم هي كذلك، محاولة ثني الجاني عن مواصلة أفعاله، لكنها سقطت أرضا بعد تلقيها طعنة في الفخذ. وأمام صرخات الاستغاثة التي أطلقها الضحايا، فر المتهم بارتكاب لهذه «المجرزة» إلى مسقط رأسه في دوار «أولاد الطالب»، جماعة «الحدادة» في أحواز القنيطرة، حيث ألقت عناصر فرقة محاربة العصابات القبض عليه، بعد توصلها بمعلومات مؤكدة من أحد المخبرين تفيد بتواجد المبحوث عنه متخفيا بالقرب من مسكنه.