هدد مستخدمو وحدة الإنتاج بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتيزنيت بتنفيذ اعتصام إنذاري وآخر مفتوح أمام المديرية الجهوية بأكادير، في حال تجاهل الإدارة الوصية لمطالبهم الاستعجالية الرامية إلى تحسين ظروف العمل والحريات النقابية داخل الوحدة التي يشتغلون بها. وقال المحتجون المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل إنهم وقفوا بعد إجراء تقييم شامل لوضعية العمل داخل محطات الإنتاج، ووجدوا، بعد جملة من اللقاءات التي عقدوها منذ السنة ما قبل الماضية وإلى غاية اليوم، مع رئيس وحدة الإنتاج وقطاع الإنتاج بكل من تيزنيتوأكادير وتارودانت، ومع المدير الجهوي، (وجدوا) أن مطالبهم «لم يتحقق منها شيء يذكر». واستنكر المستخدمون في البيان، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، تصرفات المسؤولين على هذه المصلحة الحساسة التي تعتبر بمثابة القلب النابض لإقليميتيزنيت وسيدي إفني، منذ تأسيسها سنة 1985، بصبيب h/3m300 ، وإلى أن تم توسيعها سنة 2001، ليصل صبيبها الآن إلى h/3m900، مضيفين أن «سوء التسيير وكثرة المسؤولين أصبح عائقا داخل هذه الوحدة، بعد أن ازدادت الأوضاع سوءا، خصوصا بعد التقسيم الجديد، الذي تم بموجبه إحداث مديرية لقطاع الإنتاج تشمل كلا من أكادير، تيزنيت وتارودانت». وأكد المحتجون أنهم يعتبرون الحوار أساسا لإيجاد الحلول لمشاكل هذه الوحدة، غير أن الوضع المتسم بغياب حوار وصفوه ب«الجاد والمسؤول» واستمرار سوء التسيير وعدم الاستجابة لمطالب المستخدمين، جعل المكتب النقابي يبحث عن كل السبل الكفيلة بتجاوز «هذه الوضعية الشاذة وإرجاع الأمور إلى حالتها الطبيعية». وبخصوص الأوضاع التي تعيشها وحدة الإنتاج بتيزنيت، قال المحتجون إنهم لاحظوا أن هناك نوعا من «التهرب من المسؤولية»، كما لاحظوا عدم تتبع أوراش الصيانة، وعدم مراقبة الشركات المكلفة بعمليات الصيانة المختلفة، وهو ما يؤثر سلبا يقول البيان- على مردودية الإنتاج، علاوة على «عدم توفر أدنى شروط العمل داخل المحطة»، كما استنكر المستخدمون تسيير المحطة الخاصة بتزويد ساكنة إقليميتيزنيت وسيدي إفني بالماء الصالح للشرب من طرف مستخدم واحد في أغلب الأوقات (الفترة المسائية، الليل، العطل والأعياد)، زيادة على تكليفه بتتبع مراحل الإنتاج والضخ والحالة الميكانيكية للآلات وتحضير المفاعيل والمراقبة الشاملة، وشددوا على ضرورة توفير الموارد البشرية الكافية بعد الخصاص الحاصل في هذا الإطار، بعد مغادرة سبعة أفراد للمحطة المذكورة، بينهم اثنان أحيلا على التقاعد، كما نددوا بعدم تمكين المستخدمين من الاستفادة من الإجازات السنوية والتعويض عن العطل في الأوقات التي يرغبون فيها، وهو ما يؤثر سلبا حسب قولهم- على الراحة النفسية للمستخدمين. وفي ملفهم المطلبي، طالب المستخدمون باحترام الحق في ممارسة العمل النقابي وبتفادي اتخاذ ما أسموه «القرارات التعسفية» في حق المناضلين، وشددوا على ضرورة الاهتمام بالجانبين الإداري والاجتماعي، وخاصة ما يتعلق بالإسراع في توفير سيارة ملائمة لنقل المستخدمين من مدينة تيزنيت نحو محطة الإنتاج، وتزويد محطات الإنتاج (SPC وSPF) بالماء الصالح للشرب، وتغطية النقص الحاصل في عدد المستخدمين، فضلا عن ضرورة إيجاد آلية لتوفير مكان للصلاة داخل محطة المعالجة، وتوفير وسائل العمل من هاتف وحواسب وطابعات، وإصلاح المكيفات الهوائية، وتزويد محطة المعالجة بسيارة لمختلف المهام، واحترام وتحسين الخدمات الإدارية من مذكرات ووثائق إدارية، وإيصالها إلى المعنيين بها في أقرب الآجال. يذكر أن المستخدمين وجهوا رسائل احتجاج حول أوضاع عملهم إلى كل من عامل عمالة إقليمتيزنيت، والمدير الجهوي للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، وإلى المكاتب النقابية للجامعة الوطنية، المنضوون تحت لوائها، ولازالوا ينتظرون أجوبة مقنعة قبل اتخاذ خطوات تصعيدية وإقرار موعد الاعتصامين، الإنذاري والمفتوح، في غضون الأيام المقبلة.