احتج فريق الأصالة والمعاصرة، في إطار الإحاطة علما، على إقصاء حزبه من المشاركة في برنامج «حوار»، مطالبا بمعرفة المدبر الحقيقي لقطاع الإعلام، ما دام وزير الاتصال السابق قد صرح بأن الوزير ليس هو من يدبر القطاع. وسجل عبد الحكيم بنشماس، رئيس الفريق، استياءه من كيفية تعاطي الإعلام العمومي وطريقة وتعامله مع الحراك السياسي، مؤكدا أنه لم يعد مقبولا استمرار الإعلام العمومي «شاردا» وغير قادر على النهوض بمهامه من أجل تحصين المجتمع وتأهيله، من أجل إرساء قيم الانفتاح والتعددية. وأشار بنشماس إلى أن فريقه نبّه، في أكثر من مناسبة، إلى غياب سياسة عمومية واضحة وناجعة لدى الحكومة في حقل الإعلام العمومي، متسائلا عمن له مصلحة في أن يظل الإعلام «يغرد خارج السرب» ومعزولا عن رياح وموجبات التغيير والتحول. وفي ارتباطا بالموضوع، كشف مصدر مطلع عن كواليس استضافة إلياس العماري، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة في حلقة برنامج «حوار»، التي ألغيت في آخر لحظة. وذكر المصدر أن مصطفى العلوي اتصل بالعماري لحضور ممثل عن حزب «الجرار» في البرنامج، فاقترح العماري أن يحضر هو شخصيا في البرنامج. وأضاف المصدر أن إدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتفلزة استغربت إقدام مصطفى العلوي على توجيه الدعوة للعماري دون العودة إلى مديرية الإنتاج والبرمجة المكلفة بتقديم الدعوات، لاسيما أنه قد أنشئت مديرية خاصة جديدة في «دار البريهي» يشرف عليها مدير الأخبار السابق، ونفت أن تكون قد وجهت أي رسالة رسمية لحزب الأصالة والمعاصرة أو لإلياس العماري قصد المشاركة في البرنامج. وأكد مصدر المسؤول أن الشركة الوطنية سبق لها أن راسلت حزب الأصالة والمعاصرة، قبل عدة أشهر، من أجل تعيين اسم للمشاركة في البرنامج، احتراما لمبدأ التعدد، الذي ينص عليه دفتر تحملات الشركات الوطنية، إلا أن الحزب رد، آنذاك، بعدم رغبته في المشاركة في البرنامج الذي يعده ويقدمه مصطفى العلوي، مما جعل إدارة «البريهي» تصرف النظر عن استضافة ممثل عن حزب الأصالة والمعاصرة. وفي رأي المهتمين، فإن هذا التعليق يشكل ردا على ما ورد في بلاغ صادر عن حزب الأصالة والمعاصرة حول تضييق الخناق عليه وإقصائه من برنامج «حوار». وأسرّ مصدر ل»المساء» أن جهات عليا اعترضت على حضور إلياس العماري في برنامج «حوار» وأن «إشارات» وصلت إلى الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، فيصل العرايشي، بصرف النظر عن مبادرة استضافة العماري في القناة الأولى، والتي جاءت بشكل شخصي من معد ومقدم البرنامج، مصطفى العلوي. وأكد المصدر أن هذا الأمر سبّب إحراجا للعرايشي، الذي وجد نفسه «بين نارين». ولم يكشف المصدر عما إذا كان قرار إلغاء الاستضافة مرتبطا بحسابات سياسية أو متعلقا بوجود حالة تنافٍ قانونية وأخلاقية بين المركز القيادي لإلياس العماري في حزب الأصالة والمعاصرة وبين وظيفته كحكيم في الهيأة العليا للاتصال السمعي -البصري.