تمت صباح أمس الثلاثاء بمحكمة الاستئناف ببني ملال، إحالة الشاب عبد المجيد المومني، 19 سنة، على وكيل الملك في حالة اعتقال بعد نهاية فترة الحراسة النظرية، كما تم تقديم المحجوزات «دراجة هوائية وقلم رشاش يستعمل للرسم»، بعد اعتقاله واتهامه بكتابة عبارات تشيد بالإرهاب بجدار المقبرة الإسلامية بشارع العيون ببني ملال. وتم اعتقال الشاب مومني عبد المجيد، الملقب ب«مجيد الراسطا»، على الساعة الرابعة من صباح يوم الأحد الماضي قبل أن يتم اقتياده مكبل اليدين إلى منزل أسرته الفقيرة بحي قصر غزافات قصد تفتيش غرفته. وتجمهر أكثر من مائة مواطن من جيران الشاب المعتقل، صباح أمس الثلاثاء، أمام مبنى محكمة الاستئناف ببني ملال لمؤازرة ابن حي قصر غزافات، كما رفعوا شعارات تطالب ب«إطلاق سراح الشاب للقناعة التامة ببراءته»، ونفى العشرات من المواطنين من سكان حي قصر غزافات علاقة «مجيد الراسطا» بالتنظيمات السياسية أو الدينية، مؤكدين ولعه بالرسم الذي يفجر فيه غضبه من واقع الفقر المرير والحرمان الذي يعيشه رفقة أفراد أسرته. وزارت «المساء» زوال أول أمس الاثنين بيت أسرة الشاب «مجيد الراسطا» بالزنقة 4 بحي قصر غزافات، رفقة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ووقفت على واقع مرير يعيشه الشاب رفقة أخته المقعدة ووالده الذي بالكاد يتحرك، فيما تتكفل والدته بتدبير مصاريف الأسرة من التسول في الساعات التي يكون فيها الشاب مجيد متوقفا عن عمله كمساعد للجزارين بالمجزرة البلدية ببني ملال. وتجمهر العشرات من المواطنين أمام بيت أسرة الشاب عبد المجيد المومني، قبل أن يتحول تجمهرهم إلى مسيرة تندد باعتقال فتى سيبلغ سن ال20 في العشرين من الشهر الجاري، وسبق أن شارك في مسابقات فنية وبرامج تلفزية محلية ووطنية، لكنه يشعر بالإحباط بسبب عدم تتويجه في المسابقات التي يشارك فيها رغم كفاءته. واعتبر الحسين الحرشي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال في تصريح ل«المساء» أن «الملف لا يتطلب تضخيما، خصوصا أن تصريحات العائلة للجمعية تؤكد أن هذا الشاب مولع بالرسم وأنه طموح ونشيط في دار الشباب، وسبق له أن شارك في برنامج «كوميديا شو» واختير من ضمن الثلاثة الأوائل في الإقصائيات، مما يؤكد أن لا علاقة له من قريب أو بعيد بمضمون الرسومات التي يتابع من أجلها»، وأوضح الحسين الحرشي أن «الوضع يتطلب نضجا من الجميع».