شقائق النعمان، أو«بلعمان» كما يسميها المغاربة، لم تعد تلك الزهرة البرية الجميلة والبريئة ذات الأوراق الحمراء التي نصادفها في الحقول بعد أن شاع استعمال بذورها كمخدر في عدد من البوادي المغربية عن طريق وضع كميات منها في الماء وإضافة السكر وغلي المزيج قبل تصفيته للحصول على مشروب مخدر، كثيرا ما يتم استعماله في الأعراس والمناسبات لتعويض المشروبات الكحولية والشيرا والاستمتاع بنشوة ممزوجة بارتخاء وبطء في الحركة، كما أن البعض يلجأ إلى طريقة أخرى من خلال وضع بذورها في إبريق وغليها ممزوج بالشاي قبل شربها، وكلما زادت كمية البذور الموضوعة كان التأثير مضاعفا، كما يقول يوسف 23 سنة ابن إحدى القرى التي تبعد عن العاصمة الرباط بحوالي 35 كلم، قبل أن يضيف: «نلجأ إلى تحضير هذا المخدر لأن معظمنا إما عاطل عن العمل أو أن موارده لا تسمح باقتناء مشروب كحولي محترم، كما أن استهلاكه بعد إعداده بطريقة جماعية مع سيجارة محشوة بالشيرا يخلق جوا رائعا يساعد على نسيان الرتابة القاتلة التي نعيشها». الزهرة أخذت اسمها من أشهر ملوك الشرق العربي «المنذر بن النعمان»، فشقائق النعمان، حسب الخبراء، تخفي وراء رقتها ومنظرها الجميل انتماءها إلى عائلة الخشخاش، بما فيه الخشخاش المعروف الذي يستخرج منه الأفيون والمورفين، كما أنها تعرف باسم الخشخاش أيضا عند العطارين المغاربة الذين يبيعون زهور شقائق النعمان مجففة ليتم استعمالها في الغالب من قبل الأمهات اللواتي يمزجن كميات قليلة منه ويخلطنها بحليبهن أو بحليب صناعي قبل إرضاعه للأطفال العصبيين أو الذين يعانون من الأرق، علما بأن جرعات زائدة منه قد تتسبب في أضرار كبيرة للجهاز العصبي، خاصة بالنسبة إلى الرضع، كما أوضح ذلك الدكتور نور الدين بلحنشي، طبيب نفساني ومختص في معالجة الإدمان بمستشفى الرازي بسلا، والذي أكد، في تصريح ل«المساء»، أن شقائق النعمان بالرغم من «احتوائها على مواد مخدرة بنسبة ضعيفة تقدر ب0.07 في المائة مقارنة بالخشخاش الذي يستخرج منه الأفيون، فإن لها تأثيرا على الجهاز العصبي المركزي.