يبدو أن الخطاب الذي ألقاه بشار الأسد، أول أمس الأربعاء، لم ينل استحسان جميع من حضروا خارج قبة البرلمان السوري، كما أن ذريعة «المؤامرة الخارجية «لم تقنع المعارضة السورية ولا الوسط الدولي، خصوصا أنه لم يعلن عن أي إصلاح سياسي ولم يعلن رفع حالة الطوارئ المفروضة في البلاد منذ خمسين عاما، غير أن الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أفادت يوم الخميس الماضي بأن الرئيس السوري بشار الأسد أمر بتشكيل لجنة قانونية لإعداد دراسة تمهيدا لإلغاء قانون الطوارئ. واعتبرت الولاياتالمتحدة أن خطاب الرئيس كان خاليا من المضمون الفعلي ولم يذكر الإصلاحات التي يطالب بها الشعب، فيما طالب أعضاء في الكونغرس الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، باعتماد استراتيجية جديدة مع سوريا وبدء دعم المعارضة. ودعا السيناتور الجمهوري، جون ماكين، والسيناتور المستقل، جو ليبرمان، الأربعاء الماضي، الرئيس أوباما إلى دعم المعارضة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وجاء في بيان مشترك لهما أن استراتيجية جديدة أمر ضروري في سوريا باتجاه دعم التطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري حيال مستقبله. وحث البيان الإدارة الأمريكية أيضا على العمل مع الأسرة الدولية كي يفهم الرئيس الأسد أنه في حال ما استمر على طريق القمع والعنف، فسيكون لهذا الأمر عواقب خطيرة. ومن جهته، قال رئيس اتحاد الصحافيين في سوريا، إلياس مراد، إن خطاب الرئيس بشار الأسد أمام مجلس الشعب السوري تضمن عددا من القضايا المتعلقة بالمطالب المشروعة، والتي باشر معالجتها عبر القنوات الرسمية. وفي المقابل، قال هيثم المالح، الناشط والمعارض السوري، إن تظاهرات التأييد للرئيس الأسد كانت مفبركة، حسب تعبيره. وأوضح المالح أن مقولة «إن البلاد عرضة لضغط خارجي» كانت تتردّد منذ عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. وأكد المالح سعي المعارضة إلى تجنيب سوريا الوقوع في حرب أهلية، مشيرا إلى أنها تعوّل على الشباب للتغيير وإدارة مستقبل سوريا. بدورها، قالت فرح الأتاسي، رئيسة المركز العربي الأمريكي للأبحاث والإعلام، إنه لا يمكن تخويف الشعب السوري باحتمالات اندلاع حرب أهلية في البلاد. أما ميدانيا، فأوردت شبكة «السي إن إن» الإخبارية، نقلا عن شهود عيان في مدينة اللاذقية أول أمس الأربعاء، أنه بعد انتهاء الرئيس السوري بشار الأسد من إلقاء كلمته في مجلس الشعب، انطلقت مسيرة احتجاجية في المدينة الواقعة على البحر المتوسط، ووقع إطلاق نار أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر على الأقل.