خرج المئات من تلاميذ المؤسسات التعليمية بمدينة تيزنيت، صباح أول أمس الثلاثاء، في مسيرة عفوية جابت بعض الشوارع الرئيسية بالمدينة، استجابة ليوم الغضب التلاميذي المعلن على الشبكة الاجتماعية «الفيس بوك»، رفعوا خلالها عدة شعارات منددة بتجاهل الحكومة لمطالب أسرة التعليم، وحملوها مسؤولية تردي الأوضاع بالقطاع، ومسؤولية الاحتقان الذي يسببه تراكم مشاكل الأطر التعليمية منذ سنوات، كما نددوا بالتدخل الأمني العنيف ضد رجال التعليم في مدينة الرباط، وطالبوا بضمان حق الجميع في الاحتجاج والتظاهر السلمي. وطالب المحتجون في المسيرة، التي انطلقت من أمام إعدادية الوحدة، وسارت باتجاه ثانوية المسيرة وثانوية الحسن الثاني للتعليم الأصيل، قبل أن يستقر بها المقام أمام البوابة الرئيسية للنيابة الإقليمية، بتعويض عن الساعات الضائعة من الإضرابات الفارطة، وخاصة تلك التي تهم الدورة الأولى، كما حملوا في اللافتات والشعارات التي رفعوها أمام النيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتيزنيت، حكومة الوزير الأول عباس الفاسي مسؤولية استمرار وتيرة الإضرابات التي تؤدي – حسب قولهم - إلى ضياع حصص التلاميذ، بسبب تماطل هذه الأخيرة في تحقيق مطالب رجال ونساء التعليم، مؤكدين على ضرورة توفير التجهيزات الملائمة للعصر، وتوفير جميع المرافق المدرسية الضرورية لممارسة الفعل التربوي على أحسن ما يرام، وشددوا على ضرورة الرفع من المنح وتعميمها على أبناء ذوي الدخل المحدود، وتقديم ما يلزم من دعم مالي للأنشطة الموازية المنظمة من قِبَلِهِمْ على صعيد المؤسسات كما طالب التلاميذ بالرفع من جودة التعليم العمومي، وبتعويض المناهج الدراسية القديمة بأخرى وصفوها ب«الجديدة والنافعة»، وطالبوا ببناء مدارس جديدة تستجيب لمواصفات التعليم الحديث، وتوفير الأجواء الملائمة للدراسة، كما شددوا في الشعارات ذاتها، على ضرورة توفير التجهيزات الأساسية بالمؤسسات، كتجهيز المختبرات وقاعات المعلوميات، وحل إشكالية الاكتظاظ داخل الأقسام الدراسية، والقضاء على المحسوبية والزبونية، وهددوا بالتصعيد والتوقف عن الدراسة في حال تجاهل المطالب المعلنة من قبل الدوائر المعنية، أو في حال اعتقال أي تلميذ أو تلميذة يشارك في المظاهرات التلمذية بأي رقعة من المغرب. يذكر أن السلطات المحلية والأمنية، فضلت مراقبة الوضع من بعيد، وترك التلاميذ يجوبون الشوارع المختلفة بالمدينة للإعلان عن مطالبهم المعلنة دون تضييق أو احتكاك.