بعد رحلة بحث مضنية، قادت الزوجين «علي» و«نوال»، المتحدرين من نواحي مدينة سيدي بنور، إلى العديد من أطباء النساء والتوليد في المنطقة، من أجل الكشف عن سر تأخر الإنجاب، خاصة بعد فشل أول حمل للزوجة، سيطر على الزوجين خوف من عدم معاودة الإنجاب مرة أخرى. وكانت فرحتهما كبيرة عندما علما من طبيب التوليد في مستشفى سيدي بنور أن الزوجة حامل بأربع بنات، حيث نصح الطبيب الزوجة بتجنب الأعمال الشاقة، مع مداومتها على رياضة المشي. هذا الخبر جعل الزوجين ومعهما باقي أفراد العائلة يضعون أيديهم على قلوبهم، لعلمهم أن الطريق لن تكون مفروشة بالورود، إلى حين موعد الولادة، التي لن تكون سهلة بدورها، خاصة بعد أن خيّرهم الطبيب بين الولادة في مراكش أو الدارالبيضاء. بدا علي إيراوي مسرورا، وهو ينظر إلى بناته الأربع، اللواتي يغططن في نوم عميق، إلى جانب أمهما «نوال»، التي ما زالت آثار التعب، الذي دام أكثر من 9 أشهر، تبدو على وجهها، في إحدى غرف مستشفى الأم والطفل، التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش، وبجانبها نساء من العائلة حضرن لزيارتها وإشباع فضولهن برؤية أربع بنات يصعب التمييز بينهن. «فقدت الأمل في الولادة، بعد أن «سقط» حمل زوجتي الأول، لكن ربي عوضني عن ذلك»، بهذه العبارات تحدث «علي» ل«المساء»، وعلامات الفرحة بادية على محياه. منذ أن علم «علي» أن زوجته تحمل في أحشائها أربع بنات، أدرك أن الأمر لن يكون سهلا: «أن يرزق الإنسان بأربع بنات دفعة واحدة هو فضل ونعمة من الله، أحمده عليهما». إلى حد الآن، كل الأمور تسير في أحسن الظروف، فإدارة المستشفى «تقدم لنا كل احتياجات المولودات ومتطلبات علاج زوجتي، لكنّ ما أفكر فيه هو ما بعد المستشفى، فظروفي المادية المحدودة لن تسمح لي لتوفير كل احتياجات بناتي الأربع. بدورها، لم تخف الأم «نوال»، البالغة من العمر 22 سنة، سعادتها الكبيرة ببناتها الأربع، وإن كانت لا تفكر في إعادة «التجربة» مرة أخرى، حيث قالت: «الله يْجعل البركة»، فهي وحدها تدرك جسامة المسؤولية، سواء في فترة الحمل أو لحظة الولادة، التي استدعت عملية قيصرية أو ما تتطلبه تربيتهن من جهد مضاعف.