تعرض عدد من نشطاء الحركة الأمازيغية بالناضور، خلال مهرجان ثقافي وفني يشرف عليه عضو من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، لاعتداء من قبل مجموعة من الشباب الذين جاء بهم منظمو المهرجان ليقوموا بدور الحراسة وتوفير الأمن، خلف بعض الجرحى والمصابين، الذين لجأ بعضهم إلى رفع دعوى قضائية ضد مسؤولي المهرجان بخصوص الاعتداءات. وقال أحد الضحايا، عابد العنكوري، في اتصال مع «المساء»، إن مجموعة من تلامذة أحد نوادي فنون القتال في الناضور، على رأسهم مدرب النادي، يصل عددهم إلى حوالي أربعين شخصا، ممن كانوا مكلفين بتوفير الأمن خلال سهرة فنية أحيتها جمعية إلماس الثقافية وتنسيقية أكراو للتنمية المشتركة، ضمن فعاليات المهرجان مقابل 30 إلى 50 درهما لليلة، تدخلوا بعنف ضد متظاهرين من جمعيات أمازيغية مختلفة حضروا للمهرجان للاحتجاج، بشكل سلمي، على حكومة عباس الفاسي والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الذي ينتمي إليه مسؤول المهرجان، باستعمال السكاكين، حيث بدؤوا ينهالون على الجميع دون تمييز بالضرب لتفريق المتظاهرين أمام مرأى رجال الأمن الذين كانوا متواجدين بعين المكان، الأمر الذي تسبب في سقوط ضحايا ومصابين، وقال الكنعوري إنه تعرض لسرقة هاتفه النقال ومبلغ نقدي كان معه من قبل المعتدين، وبعد اللجوء إلى المستشفى بالمدينة لم يتم استقبالهم بدعوى عدم وجود طبيب يعاين حالتهم. وأصدرت جمعية الريف لحقوق الإنسان بالناضور بيانا تستنكر فيه تلك الاعتداءات، وكذا تعامل رجال الأمن مع الضحايا المشتكين خلال التبليغ بالاعتداء، وقال البيان: «لا زلنا نؤكد على استمرار تعرض أبناء المنطقة الأمازيغيين، خصوصا المستضعفين منهم، لممارسات عنصرية في مخافر الشرطة بالناظور، مع استمرار مسلسل خدمة رجال الأمن لأصحاب النفوذ بالمنطقة ) عائلي- مالي - ...( عبر تحويل ضحاياهم من معتدى عليهم إلى معتدين، ومن ثمة فإننا نطالب بفتح تحقيق مركزي حول وضعية الأمن بالناظور وتقديم المسؤولين عن مثل الانتهاكات والاعتداءات سالفة الذكر إلى العدالة». وأضاف البيان، الذي توصلت «المساء» بنسخة منه، إنه أثناء نقل الضحايا على متن سيارة الأمن توجه أحد عناصر الأمن إلى أحد الضحايا وقال له «أنتم ريافة أبناء عاهرات». وفي اتصال بمسؤول المهرجان، سعيد الموساوي، عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، اعتبر أن الذي حصل هو أن مجموعة من المتفرجين المغرمين بالفنان الأمازيغي خالد إزري أرادوا إسقاط الحواجز والوصول إلى المنصة، وأمام التخوف من أن يكون بعض المجرمين والسكارى ضمنهم وبدافع حماية الفنان تم التدخل من قبل المشرفين على الأمن في المهرجان لتفريقهم، مضيفا أن «الحادث بسيط جدا في مهرجان كبير جدا حضره أزيد من 50 ألف متفرج». وبخصوص استقدام شبان من المدينة للقيام بالحراسة وتوفير الأمن في المهرجان قال الموساوي: «لقد فكرنا في اللجوء إلى رجال الأمن بالمدينة، ولكن نظرا لمعرفتنا بالحساسية الموجودة بالمنطقة من كل ما هو مخزني، فكرنا في استعمال شبان من المدينة كبداية»، ووصف الاحتجاجات ضد المهرجان ب»الحسابات الخاصة»، وقال إن مدينة الناضور معروفة بالصراعات الداخلية بين الجمعيات الأمازيغية، مشيرا إلى الأمر ليس سوى حادث عابر يحدث في جميع المهرجانات «لكن البعض أراد تضخيمه لأهداف خاصة».