عادت أجواء الاحتجاج، من جديد، صباح يوم أمس الأحد، إلى ساحة «فلورنس»، وسط مدينة فاس. وقد جابت مسيرة نظمتها حركة 20 فبراير شارع الحسن الثاني الرئيسي وردد المحتجون شعارات «لصيقة» باليسار الراديكالي في الجامعة، والذي بدا حضوره في هذه الاحتجاجات واضحا، إلى جانب شبان جماعة العدل والإحسان ومنتمين إلى حزب النهج الديمقراطي. وقد ترددت في سماء المدينة أصداء الشعارات التي تطالب عمدة فاس ووالي الجهة بالرحيل، متهمة إياهما ب«الفساد». وأدانت الحركة ما أسمته مظاهر الفساد التي تشوب تسيير الشأن المحلي للمدينة ودعت إلى «التصدي» ل»لوبيات الفساد الإداري والمالي والانتخابي وللمتورطين في اختلاس المال العام». ووقف المحتجون أمام مقر ولاية الأمن ورددوا شعارات مناوئة. كما أدانت الحركة، في بيان لها، «المقاربة الأمنية المتواطئة مع المجرمين». ومن أبرز ما تميزت به احتجاجات يوم أمس الأحد مشاركة عدد من المغاربة الذين عادوا من ليبيا، بعد الأحداث الأخيرة التي عاشها البلد، على خلفية «ثورة» الشعب على نظام العقيد الليبي معمر القذافي. وقد ردد المحتجون شعارات تطالب برحيل الطيب الفاسي الفهري، الذي يشغل منصب وزير الخارجية. كما طالبوا برحيل السفير المغربي في ليبيا، بعدما وصفوا سفارته ب «الكذابة». ولم يسلم الجنرال العنيكري، بدوره، من شعارات المحتجين، الذين طالبوه بالرحيل. وأدان بيان ل»حركة 20 فبراير» في المدينة، توصلت «المساء» بنسخة منه، تجاهل السلطات حق المغاربة المحاصَرين في ليبيا في العودة إلى الوطن، وطالب بالنظر في وضعية العائدين منهم. كما طالب البيان بإبعاد المسؤولين المتورطين في جرائم ضد المواطنين والضالعين في نهب الثروات واختلاس المال العام وعرضهم على محاكمة عادلة ووضع حد لاقتصاد الريع وإسقاط جميع الامتيازات الممنوحة من أجل توزيع عادل للثروات ووضع حد للجمع بين المال والسلطة وإلغاء قانون الإرهاب وحل الحكومة والبرلمان.