علمت «المساء» من مصدر أمني مطلع أن عددا من رجال الأمن أصيبوا نتيجة الأحداث التي شهدتها مدينة تادلة مباشرة بعد نهاية مباراة شباب قصبة تادلة ضد فريق الرجاء البيضاوي، أول أمس السبت، برسم مؤجل الجولة ال22 من البطولة الوطنية القسم الوطني الأول، والتي آلت نتيجتها لصالح الرجاء بهدف للاشيء. وحسب التقارير الأمنية الأولية فإن ستين رجلا من الأمن، اثنان منهم جروحهم خطيرة، أصيبوا بعد أحداث الشغب التي فاجأت المصالح الأمنية مباشرة بعد نهاية المباراة، وحسب التقارير ذاتها فإن الأحداث تسبب فيها بعض المحسوبين على أنصار شباب قصبة تادلة كردة فعل على الهزيمة، مما تسبب في إصابة العدد السالف ذكره من رجال الأمن وجرح 82 فردا من القوات العمومية و 15 عنصرا من القوات المساعدة جروحهم خفيفة نتيجة الحجارة التي استعملها الأنصار لرشق من سهر على استتباب الأمن داخل المدينة.، وحسب المصدر ذاتها فإن المصابين من القوات العمومية ورجال الأمن وقوات المساعدة تم نقلهم إلى المستشفى المحلي لقصبة تادلة قصد العلاج في حين تم نقل الحالتين الخطيرتين إلى المركز الجهوي الاستشفائي لبني ملال. وتضاربت الأنباء حول الأسباب الرئيسية وراء اندلاع أحداث الشغب في المدينة مباشرة بعد نهاية المباراة، بين قائل إن الجمهور عبر عن غضبه على وضعية الفريق الحالية ومركزه الأخير المؤدي إلى القسم الثاني، وقائل إن الفريق عبر عن امتعاضه من الغلاء الذي وصف بالفاحش لتذاكر المباراة التي بيعت بين 40 درهما و50 درهما و100 درهم، وبين من فسر أحداث الشغب على أنها تمت عبر استغلال نتيجة المباراة والعدد الجماهيري الكبير الذي تابع المباراة والذي تجاوز 4000 متفرج للاحتجاج على ما سمي الوضع الأمني الذي تعيشه المدينة بعد مقتل أحد الطلبة في ثانوية مولاي رشيد من قبل أحد المجرمين ذوي السوابق، وهو ما فجر الوضع وشرارة الغضب مباشرة بعد نهاية المباراة بهزيمة لشاب قصبة تادلة بهدف للاشيء. وأمام هذا الوضع اضطر فريق الرجاء وجمهوره إلى قضاء ست ساعات بالملعب البلدي كاحتراز أمني حتى لا تتسع دائرة الشغب، إذ غادر الرجاء الملعب البلدي في حدود الساعة الحادية عشرة ليلا متجها نحو مدينة بني ملال وبعدها إلى مدينة الدارالبيضاء، كما سجلت اختناقات وإصابات على مستوى عيون أنصار فريق الرجاء نتيجة الغازات المسيلة للدموع التي استعملها رجال الأمن لتفرقة جمهور غاضب من مختلف الأعمار، والذين شلوا حركة السير في شارع 20 غشت، بعد تجاوز مدى القنابل المسيلة للدموع الكيلومترين. وهو ما نتجت عنه إصابة مجموعة من أنصار الرجاء، كرئيس جمعية العش الأخضر انس جعفري ومجموعته، الذين نقلوا على وجه السرعة إلى مستشفى مولاي إسماعيل لتلقي الإسعافات الأولية. وأكد رئيس اللجنة التقنية لفريق الرجاء خالد الإبراهيمي أن لاعبي الرجاء والطاقم التقني في حالة جيدة، وأن المكتب المسير للرجاء يشكر السلطات الأمنية على التدابير الوقائية التي أحيطت بها بعثة الرجاء حتى لا يصيبها مكروه، خاصة بعد الاحتياطات الأمنية التي دفعت الرجاء إلى قضاء ست ساعات بالملعب. يذكر أن الإبراهيمي تكفل بنقل جمهور الرجاء عبر حافلتين إلى البيضاء في حدود الساعة الحادية عشر ليلا. واستنكر المجتمع المدني لتادلة في اتصالات ب»المساء» هذه الأعمال الدخيلة عليهم والتي لم يسبق لها مثيل، وتساءلوا بشدة عن المسببات الحقيقية وراء ذلك، خاصة أنه داخل الملعب البلدي والرياضي لتادلة التزم الجمهور بالتشجيع الحضاري وبدون إثارة الفوضى والصراعات وتبادل القذف والشتم، وبعد نهاية النزال انطلقت شرارة الشغب واستعمال كل أنواع وأشكال التخريب والتكسير.