العنوسة أو تأخر سن الزواج أصبحت في ارتفاع متزايد، هذا ما كشفت عنه آخر الأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط. فواحدة من بين عشر مغربيات فقط من استطاعت الزواج. وحسب الأرقام الرسمية فإنه توجد اليوم ضمن النساء اللواتي تتراوح أعمارهن مابين 15 و19 سنة، من 9 إلى 10 عازبات في المائة، وهو ما يعني أن سنة 2010 عرفت تسجيل 150 ألف مغربية عانس ما بين 15و 19 سنة و120 ألف عانس ما بين 18 و19 سنة. هذا مع العلم أن 30 ألف امرأة على الأقل تزوجن وهن دون السن القانونية. أما في صفوف الفتيات ما بين 20 و24 سنة، فإن نسبة العنوسة تصل إلى 61.4 في المائة في حين تنخفض النسبة إلى 28.9 في المائة في صفوف الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 30 و34 سنة. وتكشف الإحصائيات أن الأشخاص الذين يختارون تأخير الزواج يظلون في الغالب بدون زواج طيلة حياتهم. 5.8 في المائة من الرجال المغاربة في العقد الخامس كانوا بدون زواج خلال سنة 2010. أما نسبة النساء العازبات في هذه السن فقد وصلت إلى 6.7 في المائة، مما يؤشر على ارتفاع العنوسة في صفوف النساء أكثر من الرجال، حيث تضاعفت هذه النسبة مرتين بالنسبة للرجال و7 مرات بالنسبة للنساء مقارنة مع الأرقام المسجلة خلال سنة 1994. الارتفاع الحاصل في نسب العنوسة في صفوف المغربيات يرجع بالأساس إلى متابعة الفتاة المغربية دراستها الجامعية وخروجها المتزايد لسوق العمل. إحصائيات رسمية أخرى توضح أن العنوسة تنتشر أيضا في صفوف المغربيات الموظفات، فما يزيد عن 38 في المائة من الموظفات في الإدارات العمومية والبلديات ما زلن عازبات، حيث كشفت دراسة إحصائية لوزارة تحديث القطاعات بأن نسبة العازبات في صفوف الموظفات المغربيات وصل إلى 38.51 في المائة، مقابل 57.42 في المائة من المتزوجات في صفوف هذه الفئة. إن التحولات التي تعرفها البنية المجتمعية للمغرب عرفت خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا في نسب العنوسة من خلال ارتفاع متوسط الزواج الأول، حيث ارتفع متوسط سن الزواج في صفوف النساء سنة 2010 إلى 26.6 سنة مقتربا من السن المسجلة في صفوف الرجال وهي 31.4 سنة. لينحصر الفارق الذي يفصل سن الزواج ما بين الجنسين من 6.6 إلى 4.8 سنوات. وحسب الدراسة، التي أصدرتها المندوبية السامية للتخطيط فإن متوسط سن الزواج الأول في الوسط الحضري يتجاوز نظيره في الوسط القروي كيفما كان الجنس. فالرجال القرويون يتزوجون في المتوسط سنتين ونصف قبل نظرائهم الحضريين (على التوالي 30 و32,5 سنة) والنساء القرويات 1,8 سنة قبل نظيراتهن الحضريات (على التوالي 25.6 و27.4).