أفادت وكالة «رويترز» بأن القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي سيطرت على ميناء مصراته، مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف العمال المصريين والأفارقة الساعين على الخروج من البلاد بحرا، وذلك في الوقت الذي لا تزال فيه العاصمة الليبية طرابلس تتعرض لغارات جوية جديدة من جانب المقاتلات التابعة للتحالف الدولي مع دخول العملية العسكرية يومها السادس. في حين قال وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، يوم أمس الخميس، إن قوات التحالف الغربي قد تستغرق أياما، وربما أسابيع، لتدمير جيش الزعيم الليبي معمر القذافي، لكن الأمر لن يستغرق شهورا. وقال جوبيه للصحفيين أيضا إنه يجب تلبية تطلعات الشعوب العربية في شتى أنحاء المنطقة، بما في ذلك السعودية، وإن التغيير الذي يجتاح المنطقة «لا رجعة فيه». ومن جهته، شدد جون بينر، رئيس مجلس النواب الأمريكي، من انتقاداته للرئيس باراك أوباما في ما يتعلق بتكلفة العملية العسكرية في ليبيا ومن سيتولى قيادتها واستراتيجية الخروج منها. مدرعات القذافي لازالت صامدة واصلت الطائرات الغربية ضرب أهداف ليبية لليوم الخامس على التوالي، لكنها لم تتمكن حتى الآن من منع دبابات الزعيم معمر القذافي من قصف بلدات تسيطر عليها المعارضة المسلحة أو تعطيل مدرعاته عن التوجه إلى منطقة استراتيجية في الشرق. وقال سكان ومقاتلون في المعارضة إن دبابات القذافي عادت إلى مصراته تحت جنح الظلام وبدأت قصف المنطقة الواقعة قرب المستشفى الرئيسي، واستأنفت هجومها بعد أن أسكتت الضربات الجوية الغربية أصوات المدافع خلال ساعات النهار. لكن القصف لم يردع قناصة القوات الحكومية في المدينة، وهي ثالث أكبر المدن الليبية، واستمروا في إطلاق النار بشكل عشوائي. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن القناصة قتلوا 16 شخصا. وقال طبيب في مصراته، تمكنت «رويترز» من إجراء مكالمة قصيرة معه قبل انقطاع الخط: «الدبابات الحكومية تحكم حصارها لمستشفى مصراته وتقصف المنطقة». وترددت أصداء انفجار مدو في العاصمة الليبية طرابلس في وقت مبكر يوم أمس الخميس، وشوهد الدخان وهو يتصاعد من منطقة تقع بها قاعدة عسكرية. ورافق مسؤولون ليبيون الصحفيين إلى مستشفى طرابلس، في وقت مبكر يوم أمس الخميس، لمشاهدة جثث متفحمة قالوا إنها جثث 18 عسكريا ومدنيا قتلتهم الطائرات أو الصواريخ الغربية الليلة الماضية. وقال الجيش الأمريكي إنه نجح في فرض حظر الطيران فوق المناطق الساحلية في ليبيا، وإنه تحرك لمهاجمة دبابات القذافي. ونفذت قوات التحالف 175 طلعة جوية خلال 24 ساعة، وقال قائد أمريكي إن الطائرات الأمريكية نفذت منها 113 طلعة. وقالت بريطانيا، يوم أمس الخميس، إنها أطلقت صواريخ توماهوك من غواصة على أهداف تابعة للدفاع الجوي في إطار خطة قوات التحالف لتطبيق قرار الأممالمتحدة. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه إن فرنسا دمرت نحو عشر عربات مدرعة ليبية على مدى ثلاثة أيام. المعارضة الليبية في حاجة إلى الأسلحة قال قائد معسكر تدريب في ليبيا إن المقاتلين الليبيين، الذين يحاربون الزعيم معمر القذافي، يحتاجون إلى مدربين وأسلحة من الغرب لمساعدتهم على أن يشكلوا قوة أكثر تنظيما للتقدم في اتجاه العاصمة طرابلس. وبعد خمس ليال من الغارات الجوية التي تقوم بها القوى الغربية، لم يتمكن المقاتلون الذين يفتقرون إلى النظام والمعدات الكافية من استغلال الوضع الراهن، وظل أغلبهم متمركزا في شرق البلاد، مما أثار خطر تجمد الوضع على ما هو عليه. قال فوزي بوكتيف، وهو مهندس لمشاريع النفط ويدير الآن قاعدة تدريب خارج بنغازي: «نحن ننتظر الدعم، نحتاج ذخيرة، نحتاج أسلحة.. لأنه ليس لدينا ما يكفي للتقدم إلى الغرب.. إلى طرابلس وسرت». ولم يذكر بوكتيف تفاصيل عن عدد المقاتلين الذين يجري تدريبهم في القاعدة أو يحدد من الذي يقوم بالتدريب، لكنه قال إن المقاتلين يحاربون قوات القذافي باستخدام أسلحة «من النظام القديم»، لكن هذا ليس كافيا لتشكيل جيش. ومضى يقول: «نحتاج إلى بنادق كلاشنيكوف.. صواريخ ستينجر.. صواريخ مضادة للدبابات.. كل أنواع الأسلحة المضادة للدبابات.. هذا ما نحتاج إليه. وصول أسلحة أثقل سيستغرق وقتا أطول وكذلك التدريب عليها»، مضيفا أن المجلس الوطني الانتقالي للمعارضين يجب أن يبحث التقدم بطلب رسمي. وقال محللون إنه من غير المرجح أن يرسل الغرب مدربين أو أسلحة نتيجة للتداعيات السياسية والقانونية لذلك. الأردن والإمارات تقدمان الدعم الإنساني فقط
بعد تأكيد مسؤول أمريكي رفيع أن الولاياتالمتحدة تأمل في دعم أوسع للدول العربية لعملية «فجر أوديسا»، قال رئيس الوزراء البريطاني إن الكويت والأردن وافقتا على تقديم الدعم اللوجستي كمساهمة في الجهود الدولية المتعلقة بالعمليات الدائرة في ليبيا من أجل تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا. ولم يقدم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أي تفاصيل أخرى حول طبيعة هذا الدعم اللوجستي. غير أن وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، طاهر العدوان، خرج ليؤكد أن الأردن «لم ولن تساهم بأي مشاركة عسكرية أو طائرات أو مشاركة ميدانية على الأرض في ليبيا». وأضاف في توضيحه لتصريحات رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، قوله: «إن الأردن تؤكد موقفها المماثل لموقف الجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي، ولا توجد هناك مشاركات عسكرية أو ميدانية على غرار ما تقدمه قطر». كما أكد قائد عسكري إماراتي أن المشاركة الإماراتية هي لغايات إنسانية لا عسكرية. وكانت الإمارات قد أبدت استعدادها، في وقت سابق، لنشر قوات لها تنفيذا لقرار الحظر الجوي المفروض على ليبيا، إلا أنها لم تقم بأي عمل حيال ذلك، حتى الآن. الصين تحذر من زعزعة استقرار المنطقة طالبت الصين، يوم أمس الخميس، بوقف إطلاق النار في ليبيا على الفور والتوصل إلى حل من خلال الحوار، محذرة من أن القتال يمكن أن يقوض الاستقرار بالمنطقة. وقالت جيانغ يو، المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في لقاء مع الصحفيين في بكين: «نعتقد أن الهدف من تطبيق قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو حماية الأهداف الإنسانية وليس التسبب في كارثة إنسانية أكبر». وأضافت: «يجب احترام سيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها ووحدة أراضيها. نحث أيضا جميع الأطراف على وقف إطلاق النار فورا وتجنب تصعيد الصراع، مما سيفاقم الوضع على مستوى الإقليم». ومن جهة أخرى، ستستضيف بريطانيا مؤتمرا دوليا يوم الثلاثاء المقبل لبحث التقدم الذي أحرزه التدخل العسكري الذي يجري بتفويض من الأممالمتحدة. ولدى سؤالها عن الاجتماع المقترح في لندن الأسبوع القادم، قالت جيانغ: «أفهم أن مجلس الأمن الدولي سيواصل المشاورات غير الرسمية بشأن الوضع في ليبيا». وأضافت: «بالنسبة إلى الإجراءات التي سيتخذها مجلس الأمن الدولي في المرحلة القادمة، فإن هذا سيتحدد من خلال المشاورات بين الدول أعضاء مجلس الأمن. الصين تريد العمل مع الأطراف الأخرى لتشجيع التوصل إلى حل للأزمة الحالية في ليبيا من خلال الحوار والوسائل الدبلوماسية الأخرى». يشار إلى أن الصين امتنعت عن التصويت على مشروع قرار مجلس الأمن الدولي الذي أجاز التدخل، ومنذ ذلك الحين تندد بالغارات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة على القذافي بوصفها تجاوزا لا مبرر له وينطوي على مجازفة من قبل الغرب.
بشار الأسد يعفي محافظ درعا وأعمال العنف لازالت متواصلة في خطوة لاحتواء الأزمة والحد من الاحتقان، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد المرسوم رقم 120 القاضي ب«إعفاء فيصل أحمد كلثوم من مهامه كمحافظ لمدينة درعا»، حسب التلفزيون السوري الذي أورد النبأ على شريط إخباري بشكل عاجل. ويأتي هذا في الوقت الذي تجددت فيه أعمال العنف في مدينة درعا جنوب سورية بعدما اقتحمت قوات الأمن السورية، أول أمس الأربعاء، محيط الجامع العمري وسط المدينة القديمة بعد اشتباك مع مجموعة وصفتها السلطات بالعصابة المسلحة. وقد ارتفع عدد ضحايا الاضطرابات إلى عشرة قتلى بينما يقول البعض إنه وصل إلى خمسة عشر. وقال شهود عيان إن قوات الأمن أطلقت النار أثناء تشييع جنازات القتلى، وبعدها أطلقت الرصاص الحي على عشرات الشبان الذين قدموا من بلدات مجاورة لمساندة أهالي درعا، في حين قال مسؤول في المستشفى الرئيسي بمدينة درعا السورية، يوم أمي الخميس، إن المستشفى استقبل ما لا يقل عن 25 جثة لمحتجين قتلوا في مواجهات مع قوات الأمن. وذكرت منظمات حقوقية أن حصيلة الضحايا، الذين لقوا مصرعهم خلال أحداث درعا منذ 18 مارس الجاري، ارتفعت إلى نحو 21 قتيلا. وقالت إحدى هذه المنظمات إن عدد من لقوا مصرعهم في الأحداث بلغ 30 قتيلا، حوالي نصف هذا العدد قتل أول أمس الأربعاء إثر الهجوم العنيف الذي شنته القوات السورية على المعتصمين أمام المسجد العمري، ويخشى الناشطون والمنظمات الحقوقية أن يكون عدد الضحايا أكبر بكثير مما تعكسه هذه الأرقام. كما تتحدث المصادر الحقوقية عن تنفيذ حملة اعتقالات موسعة في درعا. وأحرق مئات المتظاهرين يوم الأحد الفائت القصر العدلي في درعا ومقرين لشركتي هاتف نقال، إضافة إلى سيارات بعد يومين من مواجهات مع قوات الأمن أوقعت ستة قتلى ونحو مائة جريح يوم الجمعة الماضي. واستخدمت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص لتفريق التظاهرات واعتقلت عددا من المشاركين فيها، وفق ناشطين حقوقيين. كما اندلعت مظاهرات في بلدية الحارة، شمال درعا، شارك فيها نحو 2500 شخص، حسب ناشط حقوقي. وفي درعا، أشار مصدر حقوقي إلى إطلاق النار على متظاهرين من جديد بعد أن ساد الهدوء عصرا. وكان ناشطون أفادوا بأن المتظاهرين شكلوا، منذ يوم الثلاثاء الأخير، دروعا بشرية حول الجامع العمري خشية اقتحامه، وذلك بعد أن قام الجيش وقوات الأمن بتفريق تظاهرة احتجاج انطلقت لليوم الخامس على التوالي وامتدت إلى مدن مجاورة.