وجهت تلميذات يدرسن في الثانوية التأهيلية «زينب النفزاوية» في طنجة اتهامات خطيرة إلى المسؤول عن مكتبة الثانوية تتعلق ب«التحرش بهن جنسيا». وقالت تلميذات في الثانوية إنهن يتعرضن للتحرش من طرف مسؤول المكتبة (ح.ح) كلما توجهن إليها من أجل سحب بعض الكتب أو قراءتها داخل المكتبة في أوقات فراغهن. وحصلت «المساء» على شريط فيديو يظهر هذا المسؤول، وهو متحدر من نواحي وجدة، وفي أواسط الخمسينات من العمر، وهو يقبل إحدى التلميذات ويعانق أخريات في مواضع أخرى كشفها الشريط المذكور. وأفادت تصريحات التلميذات ل«المساء» بأن المسؤول عن المكتبة، وهو أيضا أستاذ للعلوم الطبيعية ومسؤول نقابي ورئيس جمعية الآباء، حوّل هذا الفضاء إلى ما يشبه «وكرا للدعارة» وسط صمت «مريب» لمدير المؤسسة الذي تقول التلميذات إنه متواطئ معه. وحاولت «المساء» الاتصال بإدارة المؤسسة من أجل استقصاء رأيها حول تصرفات مسؤول المكتبة، غير أن ذلك لم يكن ممكنا. وأرجعت مصادر السببَ إلى أن مسؤول المكتبة يخيف إدارة ثانوية «زينب» بصفته مسؤولا نقابيا، بالإضافة إلى عضويته بجمعية تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان. وتقول (ي.ر)، 18 سنة، وهي تلميذة في المؤسسة، إنها كانت، ذات يوم، تبحث داخل المكتبة عن بعض الكتب التي لها علاقة بمقررها الدراسي، ففوجئت بالمسؤول عن المكتبة يحاول عناقها من الخلف أمام أنظار مجموعة من التلاميذ الموجودين داخل المكتبة. وتعرضت تلميذة أخرى داخل المؤسسة لنفس العملية، لكن بجرأة أكبر هذه المرة، إذ حاول هذا الشخص تقبيلها بالقوة، غير أنها تمكنت من الهروب منه، بينما تقول تلميذة أخرى -تسمى (ه. ش)، 16 سنة، تدرس بالجدع المشترك- إن المسؤول المذكور طلب منها، أكثر من مرة، أن تصاحبه لمدة 24 ساعة، لكنها كانت تدرك هدفه فانصرفت عنه. بالمقابل، نفى مسؤول المكتبة (ح.ح) الاتهامات الموجهة إليه من طرف التلميذات، وقال، في تصريح أدلى به ل«المساء»، إن عناصر نقابية من داخل المؤسسة «سخرت تلميذة لتصوير شريط الفيديو الذي قال إنه «مفبرك». واعتبر نفس المسؤول أنه ضحية صراعات حول رئاسة جمعية الآباء التي اقترب موعد تجديد مكتبها، وأن علاقته بالتلاميذ تتسم بالطابع «الروحي»، من دون تفسير واضح لطابع «الروحانية» في تصرفاته. وكشفت التلميذة (ل.ب)، 17 سنة، عما وصفته بال«مؤامرة بين بعض الأساتذة ومسؤول المكتبة»، وأشارت إلى أن هناك تلميذات يحصلن على نقاط مرتفعة في بعض المواد مع العلم بأن مستواهن ضعيف، وأن النقطة التي يحصلن عليها تكون بتوصية من مسؤول المكتبة مقابل قيامهن بأعمال وصفتها (ل) ب«الدنيئة». من جهتها، كشفت (ن.ص)، 17 سنة، وتدرس بالجدع المشترك، عما قالت إنه محاولات من طرف هذا الشخص للاقتراب منها والتحرش بها، وإنها كانت ترفض مجرد الحديث إليه بعدما وصلتها أخبار عن علاقاته المشبوهة بمجموعة من التلميذات داخل المؤسسة. وأضافت هذه التلميذة، في تصريحها ل«المساء»، أن مجموعة من الأساتذة متواطئون معه، لأنهم خائفون منه اعتبارا لمواقعه النقابية والجمعوية والتي كان يستغلها لإرهاب الإدارة والتلميذات. من جانبه، قال أحد الأساتذة العاملين داخل المؤسسة ل»المساء» إنه عاين بنفسه ما وصفه ب«تحرش جنسي» للمسؤول عن قاعة المكتبة، مستغلا براءة بعض التلميذات، وقال إنه لاحظ هذا المسؤول محاطا بثلاث تلميذات في وضعية مشبوهة. وقال أستاذ آخر إن مسؤول المكتبة أصبح يتحكم في دواليب المؤسسة ويستخدم نفوذه في تغيير الأساتذة من مؤسسة إلى أخرى. وعبر نفس الأستاذ، بالمقابل، عن استغرابه ما وصفه ب«صمت الإدارة عن الأفعال التي يقوم بها»، داعيا إلى فتح تحقيق أمني مع المتهم. وأفادت مصادر من داخل المؤسسة التعليمية بأن المسؤول المذكور يقوم بتنظيم خرجات لفائدة التلميذات رغم عدم وجود ترخيص بها، مما يطرح تساؤلات حول دواعي ذلك، وأيضا حول سر الصمت المريب للإدارة التي تخرق القوانين المعمول بها في هذا المجال. يذكر أن لجنة من الأكاديمية الجهوية حلت بثانوية «زينب النفزاوية» واستمعت إلى عدد من التلميذات حول طبيعة العلاقة التي تجمع مسؤول المكتبة بهن، كما استمعت إلى المعني بالأمر. ومن المنتظر أن تعد تقريرا في الموضوع لترفعه، بعد ذلك، إلى لجنة خاصة لتتدارس هذا الملف وتصدر قرارها بشأنه.