تسود حالة من التوتر والاحتقان في صفوف آباء وأولياء تلاميذ مدرسة ابتدائية بحي يعقوب المنصور في الرباط بسبب ما راج حول قيام مدير المؤسسة بالتحرش جنسيا ببعض التلميذات، خاصة اللواتي يدرسن بالقسم السادس ابتدائي، وهو ما أكدته بعض أسر التلميذات ل«المساء». وأجمعت أزيد من خمس تلميذات، في شريط فيديو توصلت «المساء» بنسخة منه، على أن مدير المؤسسة يتحرش بهن عبر تقبيلهن ولمس أجسادهن. وقالت إحدى التلميذات «إن المدير هددني بعدم الانتقال إلى مرحلة الإعدادي إذا لم أستسلم له ليقبلني ويلمس ثدييّ». وأضافت أخرى أنها توجهت يوما إلى الإدارة من أجل الحصول على أوراق الامتحان بعدما طلب منها معلمها ذلك، فقبلها المدير ولمس مناطق من جسدها. وتقدمت أمهات أربع تلميذات بشكاية إلى مصالح الأمن يوضحن فيها أن مدير المؤسسة يقوم بالتحرش الجنسي بطفلاتهن اللواتي لا يتجاوز سنهن 12 سنة، موضحات أنه سبق لمعلمة أن تحدثت إليه في الموضوع لما علمت به، ليحدث شجار بينهما، وبعدها فترة ادعى المدير أنها أصبحت مجنونة وعمل على نقلها إلى مؤسسة أخرى. وأكد والد إحدى التلميذات أن نفسية ابنته، المقبلة على الامتحان خلال هذا الأسبوع، تدهورت بشكل كبير، مطالبا بفتح تحقيق في الموضوع من أجل الوصول إلى الحقيقة. وقال والد الطفلة ل«المساء»: «أنا لا يمكنني أن أصدر التهم مجانا، بل كل ما أرغب فيه هو فتح تحقيق في الموضوع، فإذا كان المدير يتحرش بابنتي فإنني أطالب بأن يعاقب وفق القانون، وإذا كانت ابنتي اتهمته وهو لم يقم بشيء فأدعو إلى وضعها في الإصلاحية من أجل إعادة تربيتها، وإذا كان هناك طرف ثالث غرر بها فينبغي أن يحاسب. ما أريده هو الحقيقة ولاشيء غيرها». وبدورها، طالبت نجية أديب، رئيسة جمعية «ما تقيش ولادي»، بفتح تحقيق كي يأخذ الموضوع مجراه الطبيعي، ملوحة بأنه إذا ثبت بالفعل قيام المدير بتحرشات وممارسات لا أخلاقية، فإن التهم التي ستواجهه ستكون ثقيلة. وأكدت أديب أن الجمعية ستتقدم بشكاية مباشرة إلى الوكيل العام للملك ليصدر أمرا للضابطة القضائية بمباشرة التحقيق في القضية، مطالبة بتطبيق مقتضيات المسطرة الجنائية وبأن ينال الجاني عقابه.