شهدت مظاهرات 20 مارس، التي شهدتها مدينة إنزكان يوم الأحد الماضي، تطورا نوعيا بشأن الفئات المشاركة، حيث سُجِّل لأول مرة حضور الطلبة المعطلين الذين كانوا يحملون لافتة خاصة بالجمعية الوطنية لحاملي الشهادات المعطلين، إذ ركزت شعاراتهم على مطلب التشغيل المباشر والفوري. كما تميزت المظاهرات بحضور طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بكتلة بشرية مهمة، إضافة إلى مكونات التيار الأمازيغي، فيما تشكلت بقية الأطراف المشاركة من أعضاء جماعة العدل الإحسان، التي جسد حضورها الإنزال الوطني الذي دعت إليه الجماعة وطنيا، حيث لم يقتصر حضورها على شبيبتها، كما هو الشأن بالنسبة إلى باقي المحطات السابقة لحركة 20 فبراير، بل حضرت المظاهرة أيضا عدد من الأطر المحسوبة على جماعة العدل والإحسان، كما شارك لأول مرة بعض أفراد شبيبة الاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى اليسار الاشتراكي الموحد وبعض الوجوه النقابية كما سجل استمرار غياب الوجوه السياسية. كما عرفت المظاهرة، لأول مرة، رفع شعارات ذات صلة بالإصلاحات الدستورية المعلنة، حيث طالبت إحدى اللافتات بدستور نابع من الشعب، كما رفعت شعارات في السياق ذاته خلال المظاهرة التي تحولت منذ البداية إلى مسيرة قطعت المسافة الفاصلة بين إنزكان انطلاقا من أمام البوابة الرئيسية لسوق الثلاثاء، مرورا بالشارع الرئيسي للدشيرة الجهادية، حيث اختار المتظاهرون المرور بأكبر شوارع الدشيرة الجهادية وأكثرها كثافة سكانية، والتي تتمركز فيها أهم المحلات التجارية، التي تعرف رواجا كثيفا في ساعات الذروة. وقد كان لافتا خلال المظاهرة حضور إمامين من أئمة المساجد، اللذين سبق أن تم طردهما ورفعا لافتة يستنكران فيها تكميم أفواه الأئمة والخطباء. وطيلة المسار الذي قطعته المسيرة، تركزت الشعارات التي رفعها المتظاهرون، كالعادة، على المطالب الاجتماعية، وتردد شعار «الشعب يريد إسقاط الفساد»، كما رفعت شعارات مطالبة بإقالة حكومة عباس الفاسي، فيما رفعت بعض العناصر المشاركة الشعار الثوري المشهور «الجماهير ثوري ثوري على النظام الديكتاتوري»... في حين تبيَّن أن بقية المكونات داخل المظاهرة لم تكن تشاطرهم هذا الشعار. وقد توقفت المظاهرة في قلب مدينة الدشيرة في المنطقة المعروفة ب«الساحة»، حيث رفعت شعارات تصف الساحة ب«ساحة التحرير»، كما أن بعض «إيحاءات» ثورة تونس حضرت عندما رفع بعض المتظاهرين شعار «ماشي بعيد ..أكادير .. سيدي بوزيد..». فيما حضرت بعض المطالب السياسية للحركة الأمازيغية، حيث رفعت لافتة تطالب بإطلاق سراح من أسمتهم المعتقلين السياسيين الأمازيغيين، كما طالبت لافتات أخرى بإطلاق سراح كل معتقلي الرأي. وأكملت المسيرة مسارها في اتجاه حي «بنسركاو»، مرورا بالحامية العسكرية للمنطقة الجنوبية، لتتوقف في حي «بنسركاو» أمام الثكنة العسكرية المتواجدة هناك، حيث اختار المتظاهرون تناول وجبة الغذاء في الساحة المتواجدة عند ملتقى الطرق المؤدي إلى «بنسركاو» و«أغروض» وأكادير وإنزكان. بعد ذلك، قرر المتظاهرون تفريق المظاهرة إلا أن بعض الشباب غير المؤطرين أبدوا رفضهم لقرار توقيف المظاهرة، مما خلق أجواء من التوتر تم خلالها توجيه مجموعة من الشتائم من طرف هؤلاء الشباب لبعض المنظمين الذين كانوا يوجهون المتظاهرين إلى التفرق، إعلانا عن انتهاء المظاهرة عبر مكبرات الصوت، حيث تمت مواجهتهم من طرف هؤلاء الشباب بالسب ونعتهم ب»الخوف»، لتنتهي بعد ذلك مظاهرة 20 مارس دون أن تسجل أي حوادث.