أربكت المشاركة الإسرائيلية في مسابقات أولمبياد بيكين البعثات المغربية والعربية بصفة عامة، خاصة بعد أن رفضت السباحة السورية بيان جمعة خوض سباق 50 متر سباحة حرة،بسبب تواجد السباحة الإسرائيلية أنا غوستويسكي في نفس المسابقة، وتنامت المخاوف من لقاء مرتقب بين المغرب وإسرائيل لوجود بطلة إسرائيلية في لعبة التيكواندو في نفس وزن البطلة المغربية منى بن عبد الرسول، واحتمال حمل القرعة مفاجأة غير سارة بمواجهة مباشرة بين منى والبطلة باطيل يوم 20 غشت الجاري، بحكم الانتماء لنفس الوزن أي أقل من 67 كليوغراما. وعلى الرغم من هذه الهواجس إلا أن احتمال اعتذار البطلة المغربية يظل ضئيلا، خاصة وأن العداء المغربي حميد الزين وقف عند خط الانطلاق في الدور الأول من مسابقة 3 ألاف متر موانع، إلى جانب عداء إسرائيلي يدعى إيتا ماجدي، بل إن الأخبار التي سبقت المسابقة، أكدت بأن مشاركة العداء المغربي رهينة بمشاركة أو مقاطعة العداء القطري علي أبو بكر كمال، لكن المفارقة الغريبة هي أن المغربي والقطري لم يركزا على المسابقة، مما فوت عليهما فرصة التأهيل فأقصيا سويا إلى جانب الإسرائيلي طبعا الذي اكتفى بالصف الأخير. وكان مسؤولو الوفد السوري قد صنفوا امتناع البطلة جمعة في خانة مقاطعة الكيان الصهيوني، رغم أن القرار لم يكن مؤثرا على المستوى التقني لأن الإسرائلية لم تتأهل للدور الموالي، بينما حزمت السباحة السورية حقائبها استعدادا للعودة إلى الشام. وكان السباح الإيراني محمد علي رضائي قد كان سباقا إلى الاعتذار عن خوض سباق 100 متر سباحة على الصدر، حين اكتشف وجود سباح إسرائيل على نفس خط الانطلاق يدعى طوم بيري، وغادر المنافسات مبكرا، رغم أن اللجنة الأولمبية الإيرانية قد أكدت قبيل التظاهرة بأنه لا مانع من المشاركة إذا لم تكن المواجهة مباشرة بين الإيرانيين والإسرائليين، ويعتمد الإيرانيون في موقفهم على قرار المقاطعة الذي يعود لتاريخ اندلاع ثورة الخميني سنة 1978. وقال كمال لحلو نائب رئيس اللجنة الأولمبية المغربية في تصريح ل»المساء» من بيكين، بأن البعثة المغربية لا تتعامل مع هذا الموضوع بحساسية، لأنها في محفل رياضي، وأضاف بأنه لا مانع من التواجد في نفس المسابقات إلى جانب أبطال من إسرائيل، مادامت إسرائيل عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية، وأكد بأن مقاطعة منافسة رياضية لا يخدم قيم اللعاب الأولمبية، مبرزا وجود لقاءات مباشرة بين الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي. ولم يمانع السباح الجزائري سفيان دايد من التواجد عند خط انطلاق مسابقة 200 متر، إلى جانب السباح الإسرائيلي طوم بيري، حيث وقف الأول في الممر الخامس، والثاني الممر السابع ووقف بينمها سباح صيني، دون أن يتأهل أي منهما، نفس الشيء ينطبق على المواجهة المصرية الإسرائيلية اليمنية، حين تنافس في الجمباز الفني رجال، محمد سرور المصري واليمني نشوان حرازي إلى جانب الإسرائيلي ألكسندر شاطلوف، دون أن يحقق أحد منهم المراد، نفس الشيء تكرر في منافسات الرماية حيث شارك رماة من البحرين ومصر وسلطنة عمتن، إلى جانب رماة إسرائيليين، دون أن يصوب أحدهم سهمه نحو الآخر. ويشارك الوفد الإسرائيلي في دورة بيكين الأولمبية ب 43 بطلا في مختلف الألعاب الرياضية، أغلبهم في الرياضات المائية كالسباحة والزوارق الشراعية، فضلا عن رياضات أخرى كألعاب القوى والجيدو والقنص والتيكواندو... ومهما تحدثت اللجنة الأولمبية العالمية عن قيم السلام والتسامح والتعارف بين الشعوب، إلا أن واقع الحال يقول بأن السياسة لا زالت تهيمن على الرياضة، منذ أن قاطع العرب دورة موسكو لمشاركة الكيان الصهيوني، وفي هذه التظاهرة قاطع المعسكر الغربي المنافسات، مما دفع بالمعسكر الشرقي إلى رد الصاع في الدورة الموالية، أي أولمبياد لوس أنجلوس سنة 1984.