قرر شاب، كان قد نجا -بأعجوبة- من موت محقق، قبل 5 سنوات، في انفجارات حي «الفرح» في الدارالبيضاء، الاعتصام، يوم الاثنين المقبل، أمام مقر وزارة الداخلية في الرباط، احتجاجا على عدم تعويضه من طرف الجهات الوصية، خاصة أن المعني بالأمر أصيب بعاهة مستديمة فقد معها حاسة السمع في هذا الحادث عندما اعترض انتحاريا فجّر نفسه وسط جمع من الناس. وقال رشيد قنانبي ل»المساء» إنه قرر تنفيذ هذا الاعتصام بعد العديد من الخطوات التي انتهت إلى الباب المسدود مع عامل عمالة عين السبع، رغم وجود تعليمات ملكية تقضي بتعويضه عن الأضرار التي أصابته، مشيرا إلى أنه راسل وزير الداخلية أكثر من مرة، دون أن يتلقى أي أجوبة عن مراسلاته. واعتبر قنانبي أن أمر تعويضه ليس امتيازا وإنما هو التزام من طرف الدولة تجاه مواطنيها، مشددا في هذا السياق على وجود قرار من المجلس الأعلى في الغرفة الإدارية سنة 2005، يقضي ب«تعويض ضحايا الإرهاب بناء على قاعدة المسؤولية على أساس المخاطر»، حسب ما جاء في رسالة بعث بها المتضرر إلى وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي. وتعود تفاصيل الواقعة إلى يوم 9 أبريل سنة 2007، حينما صادف الشاب، أثناء مروره من حي «الفرح» في الدارالبيضاء، أحد الانتحاريين وهو يصرخ ويحاول الاختلاط بالناس وتفجير حزام ناسف كان يرتديه، فتدخل لمنعه، دون جدوى ووقع انفجار أدى إلى وفاة شرطي وإصابة قنانبي بالصمم وفقدانه البصر بعينه اليسرى. وقد حظي قنانبي وقتها، وهو يرقد في المستشفى، بزيارة من الملك محمد السادس، قبل أن يتوصل أيضا برسالة ملكية تشيد بتدخله لإنقاذ الأبرياء، كما تضمنت الرسالة الملكية تعليمات إلى وزير الداخلية، تقضي بتعويض قنانبي والتكفل بعلاجه، وهو ما لم تقم به وزارة الداخلية إلى حد الساعة. يذكر أن الشاب رشيد قنابي فقد عمله كإطار عال في إحدى الشركات، بعد إصابته في هذه الانفجارات، فيما تعرضت أسرته للتشرد.