يعتبر الموظفون المغاربة من بين الأقل رضى عن رواتبهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ عبر 55 في المائة من المغاربة المستطلعة آراؤهم عن عدم رضاهم عن رواتبهم التي رأوا أنها منخفضة، فيما صرح 4 في المائة بأنهم راضون جدا عن رواتبهم، و41 في المائة اعتبروا أن رواتبهم متوسطة. ويأتي المغرب والجزائر ولبنان، حسب دراسة حديثة لموقع «بيت كوم» التي أنجزها بتعاون مع شركة متخصصة في الأبحاث، في مقدمة البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي يتجلى فيها عدم الرضا عن مستوى الأجور بشكل أكبر، بينما تسجل قطر بين بلدان الخليج أعلى نسبة من الأشخاص الراضين عن أجورهم. ويشير 52 في المائة من المغاربة المستجوبين إلى أنهم لا يدخرون من الراتب، حيث تعتبر من النسب الأعلى في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، ويصرح 14 في المائة بأنهم يتمكنون من توفير ما بين 1و5 في المائة من الراتب، بينما يتمكن 1 في المائة فقط من المستطلعين من توفير ما بين 51 و75 في المائة. وصرح 46 في المائة من المغاربة بأنهم لم يحصلوا على أي زيادة في الراتب خلال السنة الفارطة، غير أن تصريحات المستجوبين أشارت إلى أن الزيادات في الرواتب لم ترق إلى مستوى المعيشة، فقد تجلى أنه بينما لم ترتفع الأجور سوى ب4.6 في المائة، زادت تكلفة المعيشة ب 20.3 في المائة، وهو نفس المنحى الذي لوحظ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. و في الوقت الذي صرح 46 في المائة من المستجوبين بأنهم لم يحصلوا على أي زيادة في الراتب خلال السنة الفارطة، أشار 24 في المائة منهم إلى أن الزيادة تراوحت بين 1و5 في المائة، وأكد 11 في المائة أنها تراوحت بين 6 و10 في المائة. وفي تفسيرهم لأسباب الزيادة في الرواتب، عزا 48 في المائة ذلك للتضخم و34 في المائة لزيادة فرص النمو و21 في المائة لتنافسية الكفاءات و15 في المائة للأداء الحسن للشركات. ويولي المستجوبون المغاربة أهمية كبيرة للراتب الأساسي، يليه التأمين الصحي الشخصي والتأمين الصحي العائلي وبدل المواصلات، ولا يعير المغاربة المستطلعون كبير اهتمام لبدل السكن، بينما يعتبر بدل السكن وتذكرة السفر الأكثر أهمية في دول الخليج. ويعتبر 41 في المائة من المغاربة المستطلعة آراؤهم أن رواتبهم الحالية أقل من عروض شركات أخرى، فيما يرى 28 في المائة أن أجورهم تنافسية مع السوق، ويعتقد 8 في المائة من المستجوبين أن أجورهم أعلى من شركات أخرى في مجال عملهم. ويذهب 20 في المائة من المستطلعين إلى أن تعلقهم بالشركة التي يعملون بها مرتبط بالراتب الذي يحصلون عليه. غير أنه عند سؤال المغاربة عن العوامل الأخرى، غير الراتب، التي تحكم ولاءهم للشركة، فإنهم يشيرون إلى طبيعة العلاقة مع المدير المباشر ومدى توفر المجال الطبيعي للنمو الوظيفي على المدى البعيد وأجواء العمل وطبيعة المسؤوليات اليومية وفرص التدريب والتطوير. وحول مدى تأثرهم بالوضع الاقتصادي الحالي، اعتبر 60 في المائة من المغاربة المستطلعة آراؤهم أنهم مازالوا متأثرين بالوضع الاقتصادي، بسبب قرارات الشركات التي يعملون فيها، حيث تجلت تلك القرارات في تجميد الترقيات وتسريح الموظفين وإلغاء المكافآت وملء الوظائف الشاغرة برواتب أقل وإلغاء البرامج التدريبية والتطويرية وإعطاء مكافآت جزئية وإعادة النظر في قيمة الرواتب.