تعالت أصوات منتخبين بجهة الدارالبيضاء، زوال الجمعة المنصرم، خلال انعقاد أشغال الجلسة الثانية للدورة العادية لمجلس الجهة، بسبب وجود أزيد من 241 مليون درهم كفائض بالجهة، في الوقت الذي تشهد بعض الأحياء نقصا حادا في التجهيزات، منها مقاطعة عين الشق، التي يشغل فيها رئيس مجلس الجهة شفيق بنكيران مهمة رئيس المقاطعة. وشهدت جلسة يوم الجمعة المنصرم احتجاج مجموعة من المستشارين، من بينهم رضوان المسعودي، رئيس مقاطعة اسباتة عن حزب الاتحاد الدستوري، الذي احتج على تهميش المناطق الضاحوية للدار البيضاء، خصوصا المنطقة الفاصلة ما بين مديونة واسباتة. وأشار المسعودي، الذي قدم 37 مشروعا في اجتماع اللجنة الدائمة المكلفة بالمالية والميزانية، إلى أن مقاطعة اسباتة لم تستفد طيلة ثمان سنوات. وفاجأ سعيد التدلاوي، النائب الثالث لرئيس مجلس الجهة، حينما أكد أن فائضا من حجم 24 مليارا يعتبر «سوء تسيير في نظره»، مستشهدا بكون المنتخبين في الجهة غير مؤمنين منذ ماي من السنة الماضية بسبب تماطل موظفين في إنجاز ذلك. وتأسف التدلاوي لعرض مستشارة بالجهة على المجلس التأديبي بسبب حضورها أشغال الدورة، وقال: «أنا عضو في المجلس الأعلى للتعليم وأعرف الكثير من الموظفين الأشباح بالقطاع». أحمد ابريجة، عن حزب الأصالة والمعاصرة، طالب بعقلنة مصاريف الجهة وضرورة تحويل اعتمادات إلى المناطق الضاحوية أو الجماعات القروية بالجهة، مؤكدا على ضرورة وضع معايير موضوعية لصرف منح الجمعيات وتنظيم المخيمات. كما تساءل عن عدم صرف بعض المبالغ مثل مصاريف التكوين. وفي نفس السياق طالب ابريجة بتقليص عدد اللجان في المجلس، الذي وصل إلى 15 لجنة. الوضعية الاجتماعية وواقع المؤسسات التعليمية بالجهة كانا حاضرين في تدخلات أعضاء بمجلس الجهة. إذ قال عبد الرزاق آيت بناصر: «لو كانت هناك حكامة جيدة وتدبير معقلن لما تأتى لنا أن نحقق هذا الفائض»، مشيرا إلى أن الجانب الاجتماعي والاقتصادي تم إغفاله بشكل كبير. كما أن مجلس الجهة لم ينكب على الوضع الاجتماعي للجهة. وشهدت الجلسة الثالثة للجنة الدائمة المكلفة بالمالية والميزانية نقاشا حادا حول المشاريع المدرجة ضمن النقطة المتعلقة ببرمجة الفائض لسنة 2011، حيث أكد سعيد بن الضو، النائب الأول لرئيس مجلس الجهة، على ضرورة برمجة كل المشاريع المقترحة لأن عمالة مديونة تعتبر من أفقر المناطق على صعيد الجهة. كما أكد بن الضو على ضرورة برمجة 4 ملايين درهم لأجل إتمام مشروع المستشفى الإقليمي بمديونة، و فك العزلة عن هاته المنطقة لأن برمجة السنة الفارطة لم تشمل هاته العمالة. من جانبه، أوضح حسن لقفيش عن حزب الأصالة والمعاصرة بأن عدة مشاريع أنجزت لكنها لا زالت مغلقة دون أن تستفيد منها ساكنة الجهة. وأكد لقفيش على ضرورة دعم ملعب بوطرحة بتخصيص اعتماد قدره 600 مليون سنتيم. واعتبر عبد الرحيم بوسيفان عن حزب الاتحاد الدستوري أن هذه البرمجة المقترحة تنقصها عدة معطيات تقنية كي يستطيع المجلس تحديد الأولويات، فيما اقترح أحمد ابريجة أن توزع المشاريع بالتناوب لفائدة الجماعات الأكثر تضررا.