عرفت جل المناطق التي يوجد فيها اللاجئون الصحراويون، بالجنوب الغربي للجزائر، أول أمس السبت، وقفات احتجاجية نظمها تنظيم يعرف ب«شباب الثورة الصحراوية» ضد قيادة البوليساريو. وعلمت «المساء» أن مقر الكتابة العامة للبوليساريو بالرابوني عرف أكبر مظاهرة، إذ شارك فيها مئات من الشباب وكذا بعض الفعاليات النسوية. وشهدت ولايات أوسرد والداخلة والعيون ومدرسة 27 فبراير وقفات مماثلة. وقد سبق أن وجه التنظيم المذكور بيانا إلى خلاياه وفروعه الموجودة بالمخيمات الصحراوية يدعوها إلى الخروج والتضامن والمشاركة مع نداء «شباب الثورة» في التظاهرة، والمطالبة باجتثاث النظام وملاحقة الفساد والمفسدين وإنهاء حالة اللجوء، حسب البيان الذي عمم يوم 2 مارس الحالي. وستكون هذه الخطوة بداية لكسر حاجز الرعب والخوف، وهي كذلك فرصة لإظهار حماسة وشجاعة الشباب الصحراوي وجديته في التغيير للخروج بشعبه من الحفرة المظلمة التي يعيش فيها، حسب البيان ذاته. ورغم محاولات قيادة البوليساريو، المسيطرة على مخيمات اللاجئين الصحراويين غرب مدينة تندوف، ثني الشباب عن تنظيم الوقفة، بتهديد تنظيم «شباب الثورة الصحراوية» بسجنهم، أفلح هؤلاء الشباب في تنظيم الوقفة من العاشرة صباحا إلى حدود منتصف اليوم نفسه، رفع خلالها الشباب المشارك شعارات من قبيل:«35 سنة من النهب... ارحلوا شكرا لكم/ لا للخلط بين الثورة والثروة/ الشعب يريد تغيير النظام». وفي موضوع ذي صلة، أصدرت جمعية المفقودين في البوليساريو بيانا، تحمل فيه الجمعية، التي يوجد مقرها بالعيون، المسؤولية إلى جبهة البوليساريو والنظام الجزائري عن أي تصرف من شأنه المساس بالشباب المتظاهر سلميا بمخيمات تندوف. وطالبت الجمعية المنتظم الدولي بالتدخل العاجل من أجل ضمان سلامة المتظاهرين وحمايتهم من بطش قيادة البوليساريو والعمل على كشف الجرائم التي ترتكب في حق الأبرياء بمخيمات تندوف. وفي موضوع آخر، علمت «المساء» من متحدث عن اللجنة التحضيرية، أن أطرا من قيادة البوليساريو شرعت بالفعل في تأسيس حزب جديد ضد قيادة البوليساريو، ويضم الحزب الجديد، الذي تم الإعلان عنه ب«لاس بالماس» كبرى جزر الأرخبيل الكناري، أطرا ونخبا صحراوية تعيش بدول أوربا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية، وبعض الدول العربية، وأجمع هؤلاء على أن الحزب هو من أجل – إزاحة- النخب التقليدية التي تحكم البوليساريو منذ ثلاثة عقود، والتي لم تفعل شيئا للشعب الصحراوي سوى جمع الملايير على حساب أطفال ونساء وشباب المخيمات ورميهم في مكان يصعب للبشر العيش فيه، حسب المتحدث عن اللجنة التحضيرية ذاتها للحزب، الذي سوف يعلن عن هويته واسمه في الأيام القليلة المقبلة.