تزامنا مع الدورة الثانية ل«المهرجان العربي للمديح والسماع»، الذي تحتضن فعالياته مدينة طنجة، منذ يوم الأربعاء (23 فبراير)، استضاف عبد الحميد النقراشي، في حلقة ليلة الخميس صباح الجمعة، 25 فبراير الجاري، من برنامج «أنيس المبدعين»، على أثير إذاعة طنجة، اثنين من الأصوات المتميزة التي تشارك في التظاهرة التي تحتضنها «عاصمة البوعاز» في خضم إحياء المغرب والأمة الإسلامية ذكرى عيد المولد النبوي الشريف... وبعد وصلة أمداح وتراتيل دينية من جميل الكلام في مدح مناقب سيد الخلق، استُهِلّت بإنشاد ثنائي مباشر، شارك فيه ضيفا البرنامج، المنشد المصري حسام صقر، الذي يقدم الإنشاد بشكل يمزج فيه بين الموروث الشعري العريق وأدوات وتقنيات التكنولوجيات الحديثة، والمنشد المغربي، صاحب الصوت الرائع، أمين بنشقرون، الذي نال -عن جدارة لقب «منشد الشارقة، تحدث إلى البرنامج المدير الفني للمهرجان، عبد السلام الخلوفي، قائلا إنه «أمام النجاح والشهرة اللذين عرفتهما دورة المهرجان الأولى، صارت المسؤولية الملقاة على عاتقنا كبيرة... وقد عملنا بمأثور المثل الفرنسي الذي مؤداه أنه «لا يجب تغيير الفريق الرابح»، لذلك حافظنا على الخطوط العريضة للموسم الماضي، مع المراهنة على مشاركة أسماء ومجموعات محلية متألقة في مجال الإنشاد الصوفي واستقدام أصوات من كل البلدان العربية، تماشيا مع تسمية وروح المهرجان،. أما عن أمين بنشقرون، فقال الخلوفي إنه يعتزّ بكونه قد تعرَّف إليه، «فهو من الأصوات الجميلة التي أنتجها هذا البلد، وقد تابعتُه ضمن فعاليات «منشد الشارقة»، التي من الصعب الفوز بلقبها، خصوصا في ظل لجنة تحكيم دقيقة في ملاحظاتها وفي «إنصاتها» إلى الأصوات المتنافسة وفي ظل مشاركة أصوات «وازنة» من كل البلدان العربية، إلا أن بنشقرون أسعد كلَّ المغاربة، وهو يعبُر محطات هذه المسابقة القيِّمة، واحدة تلو الأخرى، ليفوز بلقبها، في النهاية»... أما المنشد حسام صقر فقال إن «بداية الإنجذاب نحو «العوالم» الصوفية والإنشاد الروحي كانت مع مولدي بين أحضان أسرة صوفية عريقة، حيث فتحتُ عينيّ على أساتذة كبار وتتلمذتُ على أيديهم، في ما بعُد، فقد كنت دائما في «حضرة» منشدين وقراء للقرآن الكريم، فكان طبيعيا أن «تطرب» أذناي لِما كنت أسمع... إلى أن «فطن» جَدّي، حينها، إلى أنني أميل إلى «السماع»، فسارع بي إلى المسجد لتعلم القرآن، فبدأت أقلد كبار المنشدين، بعد ذلك، إلى أن ظهرت «شخصيتي» الفنية... وعن تتويجه بمسابقة «منشد الشارقة، في دورة 2010، قال أمين بنشقرون إنه «قبل سفري إلى الإمارات، للمشاركة في المسابقة هناك، كان منظمو هذه التظاهرة قد أرسلوا لجنة للسهر على التصفيات الأولية هنا في المغرب، حيث تم اختياري من بين مئات لتمثيل المملكة»... أما الفنان عبد الهادي بلخياط، الذي عُرِف عنه أنه اعتزل «الغناء»، ماعدا «الروحي» منه، والذي كان مَن افتتح فعاليات «المهرجان العربي للمديح والسماع»، في دورته الثانية، بمجموعة من أغانيه الروحية، كانت ضمنها قطع أداها لأول مرة، فذكر أنه كان قبل القدوم إلى المغرب للمشاركة في مهرجان «مولوديات طنجة» في أندونيسيا، حيث شارك هناك في تظاهرة مماثلة، وتابع قائلا إن السعي وراء الدوافع ذات «الحمولة» الدينية صارت في صميم انشغالاته في هذه الفترة من حياته الفنية...