بعد الجدل الذي أثارته الروائح الكريهة التي تعرفها مدينة أكادير والتي تثير اشمئزاز الساكنة، كما راج الحديث عنها خلال الزيارة التي قامت بها اللجنة المركزية لوزارة الداخلية مؤخرا، وتعود أسبابها إلى كونها تنبعث من أحواض عصارة الأزبال في المطرح البلدي الواقع شمال مدينة أكادير، ونظرا لكون المطرح يوجد في أسفل أحد الأودية فإن الروائح تتجه نحو المدينة كلما هبت الرياح. ومن أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي أصبح يؤثر سلبا على جمالية المدينة، وبسبب حدة النقد الذي وجه للمجلس البلدي، حل وفد من مدينة باريس برئاسة «فرنسوا دانيو»، François Dagnaud نائب عمدة باريس المكلف بتنظيم وتسيير مجلس باريس والبيئة ونظافة ومعالجة النفايات بأكادير منذ يوم الأربعاء 23 إلى غاية 25 فبراير 2011. وذكر مصدر من المجلس أن الهدف من الزيارة هو إيجاد حلول لتدبير قطاع الأزبال والتحضير لخطة من أجل تدبير النفايات البلدية. وقد أنتجت مدينة أكادير سنة 2010 ما يقارب 133 ألف طن من الأزبال، بحيث ترتفع نسبة النفايات خلال الفترة الصيفية بما يقارب 100 طن، ويبلغ معدل النفايات في بقية شهور السنة ما يقارب 350 طنا في حين يرتفع إلى 450 طنا في شهور الفترة الصيفية، هذا وتبلغ الميزانية السنوية لقطاع النظافة 2,6 مليار سنتيم سنويا تخصص منها مليار ونصف في اليد العاملة، في حين يتم تخصيص بقية الاعتمادات لشراء الآليات والمحروقات التي تستهلك ما معدله سبعين طنا من الكزوال شهريا مخصصة لشاحنات نقل الأزبال. وكشفت معطيات حصلت عليها «المساء» أن تكلفة جمع الأزبال بمدينة أكادير تبلغ 200 درهم للطن الواحد، في حين تبلغ تكلفة المعالجة التي تشرف عليها شركة فرنسية 100 درهم للطن الواحد، بينما تتراوح تكلفة جمع الأزبال لدى بعض شركات التدبير المفوض ببعض المدن المغربية بين 400 درهم و800 درهم. وذكرت بعض المصادر المطلعة أن من بين المشاكل التي لاتزال تشكل خطورة في قطاع الأزبال هو تسرب بعض النفايات الطبية الصادرة عن المصحات الخاصة بطريقة غير مباشرة مع بقية النفايات المعتادة فضلا عن كون النفايات بالمدينة تحتوي على كميات كبيرة من المياه، الأمر الذي يطرح عدة مشاكل في طرق المعالجة التي تعتمد حاليا على تجميع عصارة الأزبال في أحواض والعمل على تعريضها للتبخر.