حوالي الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء من الأسبوع الأخير من الشهر الماضي هرول (ي. ب) في اتجاه مركز الدرك الملكي بآيت يدين وهو يبكي وينتحب ليخبرهم بأن ابنته البالغة من العمر 12 سنة أقدمت على الانتحار بشنق نفسها في ببيت الأسرة، مضيفا أنه وجدها عند عودته من أحد الأسواق الأسبوعية معلقة بإحدى الغرف بمنزله بواسطة «حبل من القماش» ما جعله يتدخل لإنقاذها بفك عنقها لكنها كانت قد فارقت الحياة. وأكدت مصادر «المساء» أن رجال الدرك الملكي بسرية آيت يدين انتقلوا إلى مسرح الحادث بمنزل العائلة بدوار أيت حمو أوسعيد حيث وجدوا الضحية (ل.ب) بإحدى الغرف ملقاة على الأرض قرب صندوقين خشبيين. وبعد المعاينة الأولية تم نقل جثة الضحية إلى المستشفى الإقليمي لتشريحها لمعرفة أسباب الحادث الذي ترك أسى وحزنا عميقين لدى ساكنة آيت يدين. ونظرا لأن علامات الانتحار لم تكن بادية على جسم الضحية تضيف المصادر، انطلقت شكوك الضابطة القضائية من محيط الأسرة حيث تم جمع معطيات تفيد بأن الأب كان شديد القسوة على أبنائه خاصة زوجته التي قدمت عدة شكايات ضده، وكانت في كل مرة تتنازل عن شكاياتها حينما تتدخل بعض الأطراف لتسوية الخصام. ونظرا للفقر الذي تعيشه الأسرة كانت الطفلة الضحية تبيع الملح بسوق الخميس بآيت يدين فيما كان أخوها يعمل نقالا بعربة مجرورة وتأكد أن الأب يعيش منعزلا وعلاقاته مع الجيران جد محدودة. وتبين من خلال التقرير الطبي بعد تشريح الجثة أن الطفلة لم تمت عن طريق الشنق، بل فارقت الحياة بسبب التواء وطي أدى إلى كسر في العنق ما استبعد فرضية الانتحار وجعل الضابطة القضائية تستدعي الأب عدة مرات من أجل تعميق البحث، حيث كان في كل مرة يدلي بأقوال متناقضة ومتضاربة وعند محاصرته بعدد من الأسئلة انهار واعترف بتلقائية، وأفاد بأنه هو من قتل الطفلة وأعطى تفاصيل العملية، حيث أكد أنه عند عودته من أحد الأسواق الأسبوعية على متن سيارة أجرة توجه صوب المنزل، وبما أن التعب كان قد نال منه أخذ يطرق الباب لعدة مرات لكن الطفلة لم تستجب لفتح الباب بسرعة ما أثار غضبه وعند فتح الباب انهال عليها بالضرب، لكنها تمكنت من الإفلات ولاذت بالفرار نحو الداخل ما جعله يتبعها ويمسك بها بقوة من عنقها لتسقط على الأرض وتفارق الحياة بعد لحظات. وارتبك من الفعل غير المنتظر ولإبعاد الشبهات عن فكر في ترويج فكرة الانتحار وإخبار الدرك بذلك. وأمام اعترافاته الصريحة تم إلقاء القبض عليه بتاريخ 06/02/2011 وبعد إعادة تمثيل عملية القتل وضع الأب تحت الحراسة النظرية. وأحال الدرك الملكي (ي. ب)، من مواليد 1970 وهو أب لأربعة أطفال ومهنته بائع للفواكه الجافة بالأسواق الأسبوعية، بتهمة القتل على أنظار الوكيل العام لاستئنافية سلا.