يبذل الجسم جهدا كبيرا من أجل التخلص من الكحول داخله فيحوله الكبد في المرحلة الأولى إلى «الاسيتالدهيد»، وهي مادة سامة جدا، تخلف أضرارا بالغة على الخلايا كلها والغشاء الخلوي، بالإضافة إلى أنها توقف نشاط الأنزيمات، مما يعرقل السير الطبيعي للتفاعلات الضرورية في الجسم وبالتالي وفي مرحلة لاحقة يحول الجسم هذه المادة إلى مادة أخرى تحفز تكوين الدهون بشكل زائد وغير طبيعي مؤدية إلى تأثر الكبد وتلفه لاحقا وكل الأمراض الناتجة عن ارتفاع الدهون في الجسم من أمراض القلب والشرايين، أما في حالة الإدمان على الكحول فيسرع الجسم من وتيرة التخلص منه بإنتاج انزيمات أخرى، خصوصا مع تناول كميات كبيرة منه في وقت قصير، حيث يصعب على متعاطيه الوصول إلى حالة السكر المنشودة بسبب أن الجسم يزيد من سرعة التخلص منه حتى لا يتسبب في تسمم الجسم ليدخل متعاطيه في حلقة مفرغة تدفعه إلى شرب المزيد والمزيد بكميات كبيرة. تختلف سرعة وطريقة تأثير الكحول على الإنسان حسب مجموعة من العوامل، كالجنس فالنساء أقل تحملا للكحول من الرجال والسبب راجع إلى طبيعة تكوينهن الجسمي وتوزيع الماء والدهون فيه، كما أن تناول الكحول من طرف المرأة الحامل يؤدي إلى أضرار بالغة للجنين تتراوح بين سوء تغذية الجنين كحد أدنى إلى إمكانية قتله بسبب السموم الناتجة عن محاولة الجسم التخلص من الكحول والتفاعلات التي تترتب عنها. كذلك السن فالأصغر سنا والمراهقون الذين يسقطون في فخ تعاطي الكحول يصبحون عرضة لاضطرابات هرمونية ونقص في نمو العظام والعضلات وحتى النمو السليم للدماغ، ليصبح المراهق عرض لتراجع مستواه الدراسي والتحصيل العلمي في وقت يحتاج إلى حضور كامل لكل طاقاته العقلية وليس إلى تغييبها، والأكثر من ذلك أن تعاطي المراهقين له سوف ينشئ جيلا ضعيفا جسديا وحتى عقليا فتعاطي الكحول يُصاحبه غالبا سوء تغذية وسلوك منحرف وإمكانية إدمانه في مرحلة متقدمة من العمر وقد يؤدي إلى الوفاة عندما تصل نسبة الكحول في الدم إلى مستوى عال. أسماء زريول أخصائية في علم التغذية والحمية [email protected]