كتعريف مبسط للمشروب الكحولي، حسب تقرير منظمة الصحة العالمية، اعتبرت أن كل سائل قابل للشرب ويحتوي على تركيز أعلى من 0,2 الايثانول هو كحول أو خمر أي مادة مسكرة، وهي التي يمكن أن نسميها المادة الفعالة إذ يؤدي تعاطي الخمور إلى مشاكل لا حصر لها تتعلق بجميع مناحي الحياة سواء الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية ليؤثر سلبا عليها رغم بعض الفوائد القليلة له، كونه يساعد على الشعور بالدفء الكاذب والنوم. وكان في الماضي يستعمل في العمليات الجراحية كمخدر، إلا أن مثل هذه الفوائد لا تعني شيئا أمام كم الآثار السلبية التي يخلفها على الإنسان والمجتمع حتى لو تعلق الأمر بكميات قليلة عند تعاطي الخمور، يبدأ امتصاص جزء بسيط منها من خلال الغشاء المبطن للفم والمرئ، أما الجزء الأكبر فيمتص من المعدة والأمعاء، وتختلف سرعة امتصاصه حسب عوامل عدة منها درجة امتلاء المعدة ونوع الكحول وتركيز عوامل فردية كالإصابة ببعض الأمراض، إلا أنه في جميع الأحوال سيمر إلى الدورة الدموية العامة للجسم، فيصل الكحول إلى كل مناطق الجسم بدون استثناء مخلفا آثارا ومشاكل، فالايثانول مذيب عضوي قوي سهل الامتصاص في الجسم ويختلط بالدم بسرعة لسهولة ذوبانه في الماء، وينتج عن تفاعله داخل الجسم مواد ضارة بأجهزة الجسم المختلفة مسببا بذلك أضراراً وأمراضاً تمتد من الجهاز العصبي إلى الكبد والعظام والقلب والبنكرياس والغدد الجنسية وجهاز المناعة، كما أنه يحدث تغييرا في النظام الهرموني. بعد امتصاصه يحاول الجسم التخلص من هذه المادة المضرة والغريبة عليه عن طريق الجلد والكلى عن طريق التبول والرئة بخروجه مع الزفير، إلا أن اغلبه يتم التخلص منه عن طريق الكبد الذي يحول الايثانول إلى مادة أكثر فتكا وهو الأسيتالدهيد ومع تكرار الأمر تتأثر وظائف الكبد، خصوصاً تلك التي تتعلق بتكوين البروتين الذي يحتاجه الكبد وخلايا الجسم المختلفة، مما يؤدي إلى ترسيب الدهون فيها الشيء الذي يؤدي إلى تليف الكبد وتكون النتيجة أسوأ عندما يصاحب تناول الخمر سوء التغذية. وحسب منظمة الصحة العالمية دائما، فإن تعاطي الخمر يسبب سرطانات وأمراضا عدة كسرطان الفم والجهاز الهضمي وأمراض البنكرياس والعجز الجنسي، التهاب المعدة وفقر الدم واضطرابات نفسية كالاكتئاب والهذيان وإصابة دائمة لخلايا الجهاز العصبي لدى المدمنين على تناول الخمور لمدد زمنية طويلة، مما يؤدي إلى حدوث انكماش في المخ وخلل في الجهاز العصبي، مما ينتج عنه أمراض عصبية وتدني مستوى الفهم وحسن التصرف، أما الجهاز الهضمي فهو الطريق الأول للكحول إلى باقي أجزاء الجسم وهو أول من يتأثر أيضا حيث يؤدي في كثير من الأحيان إلى التهاب الفم والبلعوم والمرئ والأمعاء وحتى إصابتها بالسرطان، وكذلك يُؤدي إلى قرحة المعدة وإضعاف الشهية للطعام ويُقلل القدرة على امتصاص العناصر الغذائية، وبالتالي يُؤدي إلى قلة الاستفادة من الطعام.